عندما ترى الناس مجمعين على حب وتقدير شخص ما، فلا شك أنه يجمع من الصفات الحميدة الكثير جداً، التي تجعل الجميع ومن مختلف فئات المجتمع يحبونه ويحترمونه بكل صدق وليس مجرد مجاملة.
وهذا ما يميز صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وأمير منطقة نجران السابق، الذي نودعه بكل حزن وفرح في ذات الوقت. فالحزن على مغادرته للمنطقة وهو الرجل المحبوب والداعم الأول لكل مظاهر التنمية في منطقة نجران وفي مقدمتها مسيرة الجامعة، والفرح لسموه لأنه سيحل أميراً على أطهر وأقدس بقعة على وجه الأرض وهي مكة المكرمة.
إن محاولة سرد مظاهر الدعم اللا محدود من سموه للجامعة منذ أول يوم قدم فيه إلى نجران، سيغطي صفحات بيضاء كثيرة، كقلب الأمير مشعل الأبيض. لكنني هنا سأشير إلى بعض من ذلك؛ فمثلاً اهتمامه الكبير بسرعة إنجاز المدينة الجامعية، وتوجيهاته المستمرة لجميع الجهات ذات العلاقة بمشروع المدينة الجامعية من كهرباء واتصالات ومياه وطرق ومتابعته مع تلك الجهات خطوات التنفيذ. كل هذا الدعم وبعد توفيق الله ثم الدعم السخي من القيادة حفظها الله، جعل الجامعة تتمكَّن مطلع هذا العام من انتقال الإدارة وخمس كليات للمدينة الجامعية هي التربية والعلوم والآداب والمجتمع والسنة التحضيرية وعمادة خدمة المجتمع، وخلال الفصل الثاني من هذا العام سيكتمل انتقال بقية الكليات والإدارات كما سيتم العام القادم انتقال الطالبات بإذن الله. كذلك حرصه الدائم على رعاية حفل التخرّج السنوي لطلاب الجامعة، حيث لم يغب عن أي حفل تخرّج منذ توليه إمارة المنطقة، لأنه يؤكّد دائماً أن الطلاب والطالبات هم أبناؤه وبناته الذين يفخر بهم. ولا يمكن أن نغفل تبنيه لكرسي الأمير مشعل بن عبدالله في مجال الأمراض المستوطنة، حيث استفادت الجامعة من هذا الدعم المالي في شراء أجهزة علمية ومواد وتجهيز معامل ومختبرات تخدم المجال البحثي واستقطاب باحثين في مجال الأمراض المستوطنة لإعداد بحوث عن تلك الأمراض ودراسة أنواعها ومدى انتشارها وكيفية الحد منها في المنطقة. ولقي هذا الكرسي العلمي المختص بدراسة الأمراض المستوطنة في منطقة نجران صدى واسعاً لدى الأهالي والأوساط العلمية بالمنطقة نظراً لأهميته في دراسة الكثير من الأمراض التي استوطنت في نجران وشكلت عبئاً صحياً على المنطقة وساكنيها خلال الأعوام الماضية. وقد أنجز هذا الكرسي ولله الحمد العديد من الأبحاث والدراسات الميدانية التي تحدث وأحدثت ردود فعل إيجابية جداً ، وأخذت طريقها للاستفادة منها للقضاء على بعض الأمراض المستوطنة وما زالت الدراسات والأبحاث مستمرة في هذا المجال. لا أريد الإطالة أكثر رغم أن لدي الكثير جداً مما أقوله بحق هذا الأمير الدمث الأخلاق المخلص والمحبوب من الجميع، ولا عجب فهو ابن ملك الإنسانية الرجل الذي ملك القلوب، وأختم بالقول: وداعاً يا سمو الأمير، وأسأل الله لك التوفيق في مهمتك الجديدة.