تبوك - عبدالرحمن العطوي:
كشف اللواء مستور الحارثي مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك من خلال مؤتمر صحفي عقد ظهر أمس الخميس بمقر مديرية الدفاع المدني في تبوك لمختلف وسائل الإعلام عن تفاصيل حادثة سقوط الطفلة «لمى الروقي» ذات الستة أعوام التي سقطت في بئر عميقة مساء الجمعة الموافق 17- صفر 1435هـ، والتي لازالت فرق البحث تعمل ليل نهار في محاولة انتشال جثمانها الذي تم مشاهدته قبل ثلاثة أيام بالعين المجردة من قبل فرق البحث لتتهاوى التربة ويسقط قبل الوصول إليه بسبب انهيار التربة، ونفى ما تردد من إشاعات عن سقوط جثمان الطفلة من بين يدي المنفذين نفياً قاطعاً، فيما حضر المؤتمر العقيد إبراهيم الحويطي القائد الميداني لموقع فرق البحث في وادي الأسمر الذي يوجد فيه البئر التي سقطت فيه الطفلة لمى، فيما أكد اللواء الحارثي أنه عند البلاغ جرى تمشيط الوادي بالكامل في حين تم استخدام جهاز للتنفس أدخل في البئر واصطدم بالتراب والحجارة، وأكد أنه وصل خبراء من أرامكو وأفادوا بأن الطريقة التي تعمل بها الفرق في الموقع هي الأنسب، وهذا ما ذكره خبراء من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الذين وُجد منهم فريق عمل وكذلك جيولوجيون من جامعة تبوك، وأجمعوا على أن الطريقة التي نعمل بها في الموقع هي الأنسب. وذكر أن مندوب من شركة بن لادن حضر للموقع وأفاد بأنه ليس لديهم معدات للتدخل في هذه الحالة وكذلك تم الاستعانة بشركة إيطالية وحضر مهندس منها واعتذر بعدم وجود معدات لديهم للاستعانة بهم كما تم التعاقد مع مؤسسات حفر لعمل تكييس للبئر للمحافظة عليها من الانهيار لأن هذه البئر غير مكيسة ولا يوجد بها مواسير، مضيقاً أنه منذ لحظة البلاغ تم وصول 74 رجلاً من الدفاع المدني و38 آلية في بداية الحادثة، والآن وصل عدد رجال الدفاع المدني والعاملين من الجهات الحكومية إلى 183 شخصاً و33 متطوعاً و91 آلية تعمل ليل نهار، وفي يوم الثلاثاء 28-2-1435هـ تم مشاهدة الجثة وكانت هناك روائح تنبعث من البئر وعثر على الدمية التي كانت مع الطفلة داخل البئر لكن تهاوت التربة وتعمق سقوط الطفلة، وأضاف أنه حضر أمس الخميس مختصون من شركة أرامكو لتجهيز الموقع لنصب الأبراج لحفار سيتم الاستعانة به من أرامكو وسيصل من المنطقة الشرقية، وقال اللواء الحارثي: إننا نعمل في ظروف صعبة مع وجود طبقة صخرية في الحفر الى وجود تربة طينية متماسكة الى ظروف الطقس، وكنا في درجة ثلاثة تحت الصفر بالإضافة لترض بعض العاملين لإصابات ووعدتهم لمواصلة العمل.
وفي رده لسؤال للجزيرة عن ما تردد من أحاديث عن أنه إذا تعذر -لا سمح الله- الوصول إلى الجثة وسط هذه الظروف الصعبة في الموقع، هل سيتم ردم البئر والجثمان لم يستخرج؟ قال: أنا وزملائي نعمل تحت توجيهات سمو أمير المنطقة ومتابعة مدير عام الدفاع المدني حتى الوصول للجثة، ونعمل بكل طاقاتنا وبتوفيق من الله، وأما في حال -لا سمح الله- صعوبة الوصول إلى الجثمان وزيادة الخطورة على حياة فرق البحث فإن اتخاذ مثل هذا الأمر عائد لولي الأمر، وهناك حالات مماثلة صدرت فيها فتوى شرعية في بعض مناطق المملكة وأقفل الموضوع لخطورة ذلك على الفرق التي تعمل. داعياً الله أن يكلل هذه الجهود بالعثور على جثمان لمى ورفض مقارنة هذه الحادثة بحادثة فتاة أم الدوم كون الفتاة سقطت في بئر قطر فوهته متر ونصف المتر، وأوضح: ولا توجد فيه معوقات خطرة كما هو في هذه الحادثة ورغم ذلك أن عمليات البحث استغرقت في تلك الحادثة ثمانية عشر يوماً كما تم عرض فلم وثائقي لعمليات البحث من داخل موقع البئر التي سقطت فيه الطفلة لمى حيث قدم الحارثي شرحاً مفصلاً عن خطوات العمل بالصوت والصورة والإيضاح في عمل جبار لرجال الدفاع المدني والمساندين من جهات حكومية وأهلية ومتطوعين أثبتت حجم عملهم كما أكد المتابعة اليومية للعمل من قبل سمو أمير منطقة تبوك ودعا الجميع لعدم الانسياق وراء الشائعات الكاذبة والتقليل من الجهود التي تبذل ليل نهار، وكشف أن بعض المتطوعين قدموا من نجران وجدة والمدينة والرياض وعند الوصول للموقع ومشاهدة الوضع اعتذروا عن عدم استطاعتهم تقديم أي شيء، وقال إن إحدى الفتيات من الرياض اتصلت وأبدت رغبتها في المشاركة لكن تم إيصال الصورة الحقيقية للوضع وخطورته لها وتفهمت ذلك، وأبدى سعادته لهذا التعاطف مع هذه المأساة الإنسانية مقدماً تعازيه لأسرة الطفلة وذويها.