تحقيق التوحيد في الألفاظ مما اهتم به العلماء رحمهم الله ومنهم الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وكانت كثيراً من أبواب كتاب التوحيد تتعلق بالألفاظ التي تقدح في كمال التوحيد.
ومن ذلك قوله: باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا} (83) سورة النحل، وقال مجاهد: هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن آبائي، وقال عون بن عبدالله: يقولون لولا فلان لم يكن كذا، وقال شيخ الإسلام ابن تيمة: يذم الله سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به، وقال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقاً ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير، وقال السعدي: ولا يتحقق الإيمان إلا بإضافة النعم إلى الله قولاً وإعترافاً. وعلاقة ما سبق بالإدارة أنه عند صدور الميزانيات، أو نجاح موسم الحج، أو أي مشروع، فيجب أن نعترف بأن هذا فضل الله وتوفيق الله وإعانة الله، وأن يتصدر ذلك الصحف.
وصدق القائل:
إذا لم يكن عوناً من الله للفتى
فأول ما يقضي عليه اجتهاده
وأما أن يقال لحنكة فلان، وحسن قيادة فلان، وترتيب فلان، وإدارته الجيدة وفهمه، وقوة شخصيته، وأن يذكر الإعلام ذلك كله، ولا يقال: هو فضل الله وعطاء الله وتوفيقه ثم الملك الموفق أو الوزير أو المدير... فذلك كله في قدح في التوحيد، وكلما حققنا التوحيد في الأفعال والأقوال زادنا الله خيراً وأماناً وتوفيقاً وبلاد الحرمين أنعم الله عليها نعماً عظيمة بفضل الله ثم بفضل تحقيق التوحيد الذي قامت عليه من عهد الإمامين محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمة الله عليهما ووفق الأحياء - لـ(تحقيق التوحيد ونصر الدين) حتى يذكروا بخير كما ذكر الذين من قبلهم ممن حمى التوحيد قولاً وعملاً.