الفنان

تضمنت المجموعة القصصية، (الفنان) تأليف معتز العلاوي والصادرة عن دار رواية في لندن عدداً من القصص القصيرة وهي: الرخصة.. حادثة الشهداء.. آل مجيد.. الفنان.. أحاسيس.. حالة تصحر.. الشاعر الفحل.

ويقول المؤلف في إحدى القصص:

ارتكزت سعدية على الشباك، أرسلت بصرها عبر الثغرات في خصائص الروشان نحو الحارة بطلوع الروح تسنى لها التوازن فوق الكرويتة الخشب فالعاهة التي ولدت بها خلفت لها ذراعين مبتورين من جهة المرفق.

أصاخت بسمعها لصوت المنادي سعيد عوض والأطفال متحلقون حوله:

الباخرة وصلت.. اللي عنده غرض يلحق..

اللي له شيء فيها يلحق.. الباخرة حتتوكل بكرة النهار..

كان الوقت عصراً ورجال الحي قد اقتعدوا المركاز الذي تصدره العمدة، على حين انبث الباعة المتجولون في عطفات الحارة سعياً وراء الرزق الحلال، وبدا من بعد العم يعقوب متوكأ على عكازه متبوعاً بالحمال اليمني الذي أسند على رأسه زنبيلاً يغص بالمقاضي.

يا بخته..!

هكذا فكرت سعدية وهي ترى ساعدي الحمال المفتولتين تعينانه على العيش والكسب.