كتب - محمد المنيف:
يسرنا أن ننقل عبر هذه الصفحة (صفحة التشكيليين في جريدة الجزيرة) سعادة وفخر الفنانين التشكيليين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لدفة التعليم المؤسسة الأهم في بناء الفرد والوطن، ليكمل مسيرة تقلد مسؤوليتها الكثير من الأسماء التي يعتز بها تاريخ التعليم في مملكتنا الغالية بدءاً بخادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز مروراً برجالات لا تنسى مواقفهم وجهودهم، وصولاً إلى ما قدمه صاحب السمو فيصل بن عبدالله آل سعود.
والحديث عن الأمير خالد الفيصل لا يمكن حصره في مثل هذه المساحة فهو أمير الفكر والإبداع واليوم أمير العلم والتعليم.
كما يضيف التشكيليون: إن في قيادة الأمير خالد للتعليم وما ينتظره المجتمع السعودي عامة مما عرف عنه من بعد نظر سيشمل كل تخصصات التعليم ومنها التربية الفنية مزرعة الإبداع التشكيلي، كما أن الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي يشكل غالبية أعضائها من المعلمين والمعلمات التشكيليين أشد الجهات الإبداعية في هذا المجال حاجة لدعم سموه العارف بهذا المجال والحريص عليه خصوصاً في هذه المرحلة التي تمر بها الجمعية في بداية نشأتها.
الأمير فيصل بن عبدالله وموقف لا ينسى
كما لا ينسى منسوبو الجمعية الموقف الداعم والمقدر لجهوده في خدمة الفن التشكيلي السعودي الذي تلقته الجمعية من صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم السابق بإبقاء الجمعية في مقرها في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بمعهد العاصمة بعد أن مرت الجمعية بأزمة كادت أن تعيش كما وصف الشاعر السوداني (إدريس جماع) حظه قائلاً:
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
حيث تسبب عدم قدرة الجمعية تسديد ما تبقى من الإيجار لمعهد العاصمة ومقداره (ثلاثمائة ألف ريال) بالمطالبة بدفعه أو إخلاء الجمعية من مقر يشكل رحم ومكان الولادة للجمعية منذ تأسيسها عام 1428هـ.. ما دفع رئيس الجمعية المكلف إلى توجيه خطاب ناشد فيه صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم السابق الوزارة المسؤولة عن معهد العاصمة لإيجاد حل للموقف، تلقت الجمعية رداً عليه للمعهد وبتوجيه غير مستغرب من الأمير فيصل الذي يعي دور الإبداع ويدعم المبدعين أبناء الوطن بأن تبقى الجمعية في مقرها إلى أن تجد مقراً دائماً لها مقابل تقديم دورات للموهوبين في الفنون التشكيلية من طلبة معهد العاصمة.
اكتمال أضلاع الشراكة
إن ما جاء في التوجيه ببقاء الجمعية في مقرها بمركز الأمير فيصل للفنون بمعهد العاصمة مقابل تدريب أبناء المعهد يؤكد أهمية الشراكة المجتمعية التي تضمنها خطاب سمو الأمير فيصل وإشارته إلى دور الوزارة في الوقوف مع أبناء الوطن وقناعته بدور الجمعية والمساهمة معها لتنفيذ أهدافها الموجهة للمبدعين التشكيليين، إضافة إلى ما أسست له الصالة منذ إنشائها واستباق من قام على إنشائها للزمن واستشرافه لما سيتحقق للفن التشكيلي وما أصبحت عليه الساحة التشكيلية اليوم من حضور محلي وعالمي.
لقد اكتملت بهذا التعاون أضلاع تلك الشراكة.. بين وزارة الثقافة والإعلام.. ووزارة التربية والتعليم ممثلة في معهد العاصمة.. والجمعية السعودية للفنون التشكيلية، شعر بعدها منسوبو الجمعية الذين يصل عددهم إلى ما يزيد عن الستمائة فنان وفنانة من مختلف مناطق المملكة من مختلف الأجيال بأن إبداعهم في أمان، ويجد الاهتمام من أعلى هرم المؤسسات المعنية به، بدءاً بوزارة التربية والتعليم التي تقدم للساحة أجيال من الموهوبين في هذا الرافد الثقافي يواصلون فيه تعليمهم العالي داخل المملكة وخارجة مرّوا بوزارة الثقافة والإعلام التي تقوم بإعداد الكثير من البرامج الخاصة بهذا الفن وتسهم بنشره محليّاً وعالميّاً وصولاً إلى الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي نشأت بقرار وزاري للملمة شتات الفنانين ومنحهم الاعتراف الرسمي من خلال عضويتها.
مساهمات الأمير خالد الفيصل للتشكيليين
لاشك أن التشكيليين يقفون احتراماً وتقديراً لما شهدته مسيرة فنهم التشكيلي وما منح من الدعم، ويمكن القول إن من المواقف الداعمة الأكثر تأثيراً ووقعاً في نفوس التشكيليين هدية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لهم، بتوجيهه الكريم بإنشاء قرية في مركز الملك فهد في أبها تحمل اسم إبداعهم (قرية المفتاحة التشكيلية)، أصبحت معلماً ثقافياً ومكاناً يرتاده التشكيليين في كل صيف من مختلف مناطق المملكة يمارسون إبداعهم في مراسمها السبعة مستلهمين جمال الطبيعة، يعيشون فيها جوّاً من الألفة والتقارب وتبادل الخبرات بين بعضهم البعض.. تلك المبادرة الرائدة تدفع التشكيليين للتفاؤل في مقبل الأيام بمواقف مماثلة من الأمير خالد لجمعية التشكيليين.