تراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الاربعاء عن قرار سحب الجيش من مدن الانبار معلناً عن إرسال قوات إضافية الى هذه المحافظة التي تشهد مدينتاها الرئيسيتان مواجهات متواصلة شملت أمس احراق مراكز للشرطة وتهريب سجناء في حين هدد نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات والأمين العام لجبهة الحوار الوطني صالح المطلك الحكومة بفضح ما سماها بـ المؤامرة على محافظة الانبار السنية وساحات الاعتصام اذا لم تقم بتنفيذ مطالب المعتصمين المشروعة وتقديم استقالة رسمية جماعية لجبهة الحوار الوطني من الحكومة والبرلمان. وقال المالكي بحسب ما جاء في خبرعاجل على تلفزيون (العراقية) الحكومي (لن نسحب الجيش بل سندفع بقوات إضافية) وذلك استجابة (لمناشدات أهالي الانبار وحكومتها). وكان المالكي قد دعا أول أمس الثلاثاء الجيش الى الانسحاب من المدن في إشارة خصوصا الى مدينتي الرمادي (100كلم غرب بغداد) والفلوجة (60كلم غرب بغداد) في محاولة لنزع فتيل التوتر الامني في الانبار بعيد فض الاعتصام المناهض له يوم الاثنين الذي استمر لعام فيها. وتشهد هاتان المدينتان منذ فض الاعتصام اشتباكات بين الجيش ومجموعات مسلحة رافضة للتخلي عن الاعتصام وتضم مناصرين للنائب السني النافذ احمد العلواني الذي اعتقل السبت الماضي في الرمادي. بدوره قال المطلك لـ(الجزيرة) انه أجرى تحركات وحوارات مكثفة مع جميع القوى السياسية في الجبهة وسيلتقي مع أهالي الأنبار من جهة اخرى بغية التوصل الى تنفيذ المطالب المشروعة مؤكداً على وجود تعنت لدى القائد العام للقوات المسلحة وممثلي الحزب الحاكم في السلطة التشريعة والتنفيذية نوري المالكي بعدم تنفيذ المطالب المشروعة مشيراً الى انه هدد بالاستقالة بشكل رسمي وجماعي من الحكومة والبرلمان والانضمام مع اهالي الأنبار وهذا اقل اجراء يمكن اتخاذه. وأشار المطلك إلى أن الحكومة أخذت الوقت الكافي في المناورات والخداع وتضليل الرأي العام موضحاً إنه ومن خلال تحركاته سيضع النقاط على الحروف وسيكشف عن جميع المؤامرات التي تعرضت لها محافظة الأنبار بوجه عام وساحات الاعتصام بوجه خاص. إلى ذلك احرق مسلحون في الرمادي أمس اربعة مراكز للشرطة وسط تواصل الاشتباكات مع الجيش الذي انسحب نحو غرب المدينة. وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الرمادي لفرانس برس( قام المسلحون باحراق اربعة مراكز شرطة في وسط مدينة الرمادي هي مركز شرطة الملعب ومركز الصر ومركز الحميرة ومركز الضباط). وفي مدينة الفلوجة القريبة تمكن مسلحون من اقتحام مبنى مديرية الشرطة بعدما اخلاه عناصر الأمن اثر تهديدهم بالقتل واستولوا على اسلحة فيه واطلقوا سراح نحو مئة سجين وفقاً لنقيب في شرطة المدينة. وأزيلت خيم الاعتصام الذي استمر لعام من دون مواجهات بين المتظاهرين والقوات الامنية إلا ان مسلحين ينتمون الى عشائر رافضة لفض الاعتصام وآخرون مؤيدون للنائب احمد العلواني يخوضون مواجهات انتقامية مع الجيش. وكان المالكي الشيعي الذي يحكم البلاد منذ2006اعتبر قبل اكثر من أسبوع ان ساحة الاعتصام السني تحولت الى مقر لتنظيم القاعدة مانحاً المعتصمين فيها (فترة قليلة جداً) للانسحاب منها قبل ان تتحرك القوات المسلحة لإنهائها.