كل عام وأنتم بخير..
كثر المنجمون مع نهاية عام 2013م وبداية هذا العام الجديد.. وهذا تقليد درجت عليه وسائل الإعلام في استضافة المنجمين والعرافين والمشعوذين ليصولوا ويجولوا في كل العالم،
ولربما الشيء الوحيد الذي يعرفون أنهم صادقون فيه هو أنهم يعلمون أنهم يهرفون بما لا يعرفون..
أحد هؤلاء المنجمين يقول عن بلدة لبنان: يلفها الجمود السياسي والاقتصادي والتوتر الأمني والاغتيالات، خاصة في طرابلس والبقاع وبيروت وصيدا والتي تطال في جزء منها الجيش اللبناني بعد تطويقه للمخيمات الفلسطينية في صيدا، كما تطال أماكن عامة ودور عبادة وازدياد موجة الخطف».. وهذا التحليل هو ملخص ما يمكن أن يصل إليه أي شخص في هذا العالم، لأن منطق الأحداث يقول ذلك.. ولا نرى جديدا فيما قاله هذا السيد سمير طنب.
ويضيف سمير فيقول عن لبنان كذلك «هناك حرب أهلية داخلية في لبنان ستكون بمعظمها حرباً سنية شيعية في عدة مناطق أهمها بيروت وطرابلس والبقاع، وتكون أماكن عبادة مسيحية «فشة خلق» للمتصارعين». إن معظم الصراعات الموجودة في لبنان هي صراعات طائفية بامتياز.
أما ماغي فرح فقد دخلت عالم الكواكب بطريقة غامضة لا يمكن استنتاج أي شيء ذي معنى في تحليلها «عام 2014 هو من أكثر الأعوام التي تحدث عنها التاريخ كثيراً والبعض يظنون أن هذا العام هو نهاية العالم خصوصاً 12-12-2014. دخل كوكب بلوتو مؤخراً إلى برج الجدي، وهذا الدخول يعتبر مؤشراً عظيماً لتحولات عميقة على مستوى الأجيال الأرضية، نظرا لأن كوكب بلوتو يؤثر أكثر على الأجيال منه على الحياة اليومية للإنسان، فكوكب بلوتو يغطس عميقا في أحداث القدر ويكشف كل ما هو غامض ومبهم من الأحداث».
أما محمد فرعون فقد خص مواليد العقرب بحالة خاصة من تحليله لهذا العام الجديد « لكل مواليد برج العقرب المائي، العام الجديد ليس بالعام السهل بالنسبة لكم، وبالتالي ينصحكم الفلك والأبراج ببذل جهد كبير حتى ترفعوا من حظوظكم التي هي في هذا العام متوسطة أو أقل من ذلك» هذا تحصيل حاصل فإذا اجتهد أي شخص فسيرفع حظوظه سواء في دراسة أو عمل أو غير ذلك، ومن لم يجتهد فسيظل حظه عاثرا هذا العام أو بعد عشرة أعوام.. ويضيف السيد فرعون «فالرجاء الانتباه لذلك حتى تتفادوا مشاكل وخسائر قد تلم بكم، ولا يعنى ذلك أنكم سيئو الحظ، ولكن بأيدكم أن تكونوا أعلى الناس حظاً فالذين يضاربون منكم في البورصة عليهم توخي الحذر وأن يبتعدوا عن المجازفة، لأن العواقب ستكون غير محمودة»، ومن المعلوم أن أسواق المال إذا صعدت فستعم الجميع وإن نزلت فستهوي بكل من فيها.
وعاطفيا تعلن السيدة ماغي لمواليد برج الأسد أن هناك «فسحة من الحرية فلا تتردد في الارتباط والالتزام إذا كنت وحيداً، وقد يؤدي سوء تفاهم إلى الانفصال والقطيعة في الأشهر الثلاثة الأولى. تتغير الأجواء في شهر أيار (مايو) فيعدك الفلك بلقاء استثنائي. أما العلاقة الحقيقية فقد تتبلور أكثر ابتداءً من منتصف شهر تموز (يوليو). انتظر يا.. حتى يجيك الحشيش كما يقول المثل الشعبي.. وهذه الكليشة هي التي تتردد على كافة الأبراج بتعديلات بسيطة زحزحة شهر تموز إلى يوليو أو تقريب آذار من كانون الأول... إلخ. كما أن عناصر مكونات التنجيم في الأبراج هي واحدة.. علاقة أو مال أو عمل.. سلبا أو إيجابا..
وإذا خرجنا من لبنان فهناك تنجيمات كثيرة، ففي مصر يرى السيد محمد فرعون أن «الشارع المصري سيشهد أعمالًا إرهابية خلال النصف الأوّل من العام، منها موجة من الاغتيالات يتعرّض لها مجموعة من السياسيين والإعلاميين وبعض الشخصيات العامة..» وهذا منطق الأحداث في مصر وخاصة بعد تمرد جماعة الإخوان على خارطة المستقبل وبحثها المتواصل في بعثرة أوراق السياسة والتشويش على تطور الحدث السياسي هناك.
ويغرد فرعون في تنجيماته التي يعرفها الجميع بحكم نشرات الأخبار التي حفظنا كثيرا مما فيها من أحداث طبيعية، فيشير إلى أن الولايات المتحدّة الأميركيّة «سيضربها إعصار قوي يؤدي إلى وقوع الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات..». أما باقي دول العالم: «كثير من الدول لن تنجو من غضب الطبيعة وستشهد زلازل وأعاصير وانهيارات طينيّة وموجات ثلجية قوية، موضحًا أن الطبيعة ستعبّر عن غضبها على نطاق واسع حول العالم..»
وأخيرا، هل يتم تصديق هذه التنجيمات عندما نقرأها أو نسمع ونشاهد منجميها على شاشات التلفزيون أو صفحات الجرائد؟ في ظني إن هؤلاء قد تحولوا من مرحلة التصديق إلى مرحلة الترفيه، فبات المنجمون والمنجمات مجرد ترفيه تقذف به شاشات التلفزة وأثير الإذاعات وأخبار الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت إلى المتلقين كأننا نشاهد فيلما أو نطالع كوميديا اجتماعية.. ليس إلا.. نبتسم عند سماعهم، ولكنا ننساهم بمجرد تحريك الشاشة أو تقليب الصفحة.