عقَّب رئيس تحرير الوطن وعضو شرف الشباب الزميل الأستاذ طلال آل الشيخ على ما كتبه (شبابي مخضرم) يوم أول من أمس الاثنين في (الجزيرة)، واعترض طلال على ما جاء في بعض ثنايا الموضوع، كما عتب على (الجزيرة) لنشرها الموضوع باسم مستعار (شبابي مخضرم)، وكشف عدداً مما يدور في الشباب سابقاً وحالياً.. وبعيداً عن اتفاقنا أو اختلافنا مع جاء في الموضوع السابق والحالي فإننا نؤكّد احترامنا لكل وجهات النظر وأن صفحات (الجزيرة) للجميع ولذلك فإننا ننشر رد زميلنا آل الشيخ التالي الذي سيكون الأخير للطرفين وفيما يلي التعقيب:
قرأت ما نشر في صحيفتكم الغراء يوم الاثنين الماضي بقلم «شبابي مخضرم»، وبصراحة فإنني لم أكن أود أن أخوض في مثل هذه الأمور فيما يخص البيت الشبابي، لأن هذه هي السياسة التي تعودناها من الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، التي ترتكز على العمل، وأن العمل هو من يتحدث عن نفسه، ولكنني للأسف اضطررت إلى التعليق لما وجدته من محاولة للتقليل من رموز شبابية وطمس لتاريخ من عملوا خلال السنوات الماضية، وذلك لأسباب وأغراض مجهولة بالنسبة لي وربما تكون أهدافاً شخصية.
وكم كنت أتمنى أن يملك من كتب المقالة أو من يقف وراء «قناعها» الشجاعة الكاملة، وأن يضع اسمه إذا كانت مصلحة الشباب هي هدفه، وأن يتحدث باسمه من دون التخفي خلف ستار «أسماء مستعارة».
في الوقت ذاته، فإنني أستغرب من صحيفة «الجزيرة» العريقة التي عودتنا على مهنيتها العالية والكبيرة بقيادة الزميل الأستاذ خالد المالك والزميل مدير تحرير الشؤون الرياضية محمد العبدي، في أن تسمح بمهاجمة رموز رياضية قدمت الكثير لرياضة الوطن من قبل أسماء «مستترة» ومستعارة، ولا شك أن هذا لن يقلل من تقديرنا لصحيفة «الجزيرة» وما تطرحه، لما لها من مكانة مميزة في الساحة الإعلامية.
أعود لأقول إنني أعلق مضطراً على بعض النقاط، وأؤكد أنني سأرد لمرة واحدة فقط كوني لا أرغب في الخوض في متاهات مقبلة لا تخدم المصلحة الرياضية ولا مصلحة نادي الشباب الذي عملنا وضحينا من أجله كثيراً... وأشدد على أن الشباب ككيان كان يعمل سابقاً كمنظومة عمل واحدة يرأسها ويخطط لها رجل الشباب الأول وباني تاريخه ومحقق أمجاده الحاضرة ومخطط مستقبله الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، وبتعاون شخصيات بارزة أسهمت في بناء هذا التاريخ تشرفت بالعمل معها من أمثال الأمير خالد بن سعد صاحب الفكر الرياضي النير والمميز والعقلية الرياضية التي لا يمكن أن يمر مثلها في الساحة الرياضية، وكذلك الأستاذ محمد جمعة الحربي صاحب التاريخ الطويل والمساهم الفعلي في بناء الشباب الحديث، والأستاذ سليمان المالك أحد الهامات الشبابية التي خدمت النادي وأيضاً الأمير خالد بن فيصل بن سعد الرئيس الفخري الذي كان قريباً وداعماً، بالإضافة إلى عدد من الإداريين الذين أعتز بالعمل معهم مثل سلطان خميس وسليمان النفيسة وغيرهم الكثير والكثير.
العمل الشبابي كان منظومة تسعى لخدمة الكيان وليس بحثاً عن مجد شخصي أو بطولة وقتية، ففي كثير من الأحيان كنا نتنازل جزئياً لكي يواصل الكيان وهجه وفق خطة تسعى لخدمة النادي لعشرين عاماً مستقبلية وليس لمرحلة حالية مؤقتة فقط، هذه الخطة كانت تضع نصب عينيها بناء جيل جديد، رغم أن الإمكانات لم تكن كبيرة إذ كان الدعم، بفضل الله، ثم بفضل خالد بن سلطان، في ظل وجود أندية كبيرة تعج بأعضاء شرف داعمين في المنطقة مثل الهلال والنصر، وكان النهج الذي نتمسك به ونسير عليه هو البحث على أن تكون مصلحة الكيان فوق كل اعتبار، وألا نبحث لا عن تمجيد شخصي ولا أي أمر من هذه الأمور.
وأشير هنا إلى أنه ساءني أن يقوم الكاتب المتخفي خلف ستار «الشبابي المخضرم» بقلب للحقائق وتشويه لتاريخ رجال عظماء قدموا للكيان الشبابي الكثير، وهذا ما أعده أمراً غير مقبول.
ومن السخرية بمكان أن تكون أجرأ خطوة أقدم عليها الشباب وهي الهبوط للدرجة الأولى محط انتقاد، فهذه الخطوة كان لها دور بارز في تغيير تاريخ الكرة السعودية الحاضر وتغيير خارطة أبطاله بتجيير الإنجازات لمصلحة الشباب الكيان.
وللعلم فإن هذا الهبوط لم يكن خلفه محمد بن جمعة فقط بل الأمير خالد بن سلطان والأمير خالد بن سعد ورجالات الشباب الأوفياء لأنهم كانوا يخططون للمستقبل لبناء فريق ينافس ويصارع على البطولات لاحقاً وهو ما نجح الشباب «الكيان» في تحقيقه عبر التخطيط والدعم والبناء السليم والبعد عن الأمور الشخصية والظهور الذاتي، وهذه خطوة لا يستطيع أن يقدم عليها سوى الشجعان ومن يملكون الفكر والإرادة والطموح ويعرفون ما يريدون الوصول إليه، وعلى من يتهم محمد جمعة الحربي أن يخشى الله أولاً وأخيراً، فهذه الخطوة كانت نقطة تحول لفريق كان شبه متدهور ولا يوجد فيه إلا لاعبون لا يمثلون الطموح الشبابي باستثناء عدد قليل منهم ليتغير وضع الفريق في السنوات التي أعقبت هذه الحادثة ليولد من رحم الهبوط فريق منافس، بطل نجح في تحقيق الإنجازات عاماً تلو الآخر.
أما ما ذكره الكاتب «المستتر» خلف قناع «الشبابية المزعومة» عن بيع اللاعبين فإنني أوضح له ولمن قد يخفى عنه ذلك، رغم أنني أدرك أن الشباب وعشاقه ومحبيه يعرفون هذا التاريخ ويدركونه تماماً، أوضح له أن البيع في نادي الشباب لم يكن جزافاً بل كان من أجل تحقيق فائدة، وهنا أشير إلى أن الشباب عمل وفق خطة حكيمة في زمن الاحتراف، خصوصاً في ظل وجود قطبين بحجم الهلال والنصر يبحثان عن اللاعبين الجاهزين، حيث كانت هذه الخطة طويلة الأمد تقضي بالتفكير في المستقبل عبر بناء فريق جديد عبر جلب مدرسة فرنسية ذات كفاءة عالية للقاعدة والمراحل السنية وهي الفكرة التي أنتجت معظم نجوم الشباب ومنهم من لا يزال يلعب حتى الآن مثل وليد عبدالله، وعبده وأحمد عطيف، وناجي مجرشي، وعبدالله الشهيل، وحسن معاذ، وحسين شيعان، وهنا هو الفرق بين من يعمل بفكر إستراتيجي ومن يعمل لأمر وقتي وإنجاز شخصي.
أما وصف صفقات الشباب بالتفريط... فأوضح أن الشباب عبر تاريخه العريق كان يبرم أنجح الصفقات، ومن ضمنها صفقة مرزوق العتيبي الناجحة والكبيرة التي تم من خلالها تجديد عقود الخثران والحمدان والشيحان والمقرن والواكد وجلب رضا تكر وزيد المولد، مما أسهم في تحقيق البطولة الآسيوية وعدد من الإنجازات الهائلة والحصول على أربع بطولات في شهرين، خليجية وعربية والدوري والكأس في إنجاز تاريخي غير مسبوق.. فهذا هو البيع المفيد الذي ينتج عنه البطولات.
وأود هنا أن أتطرق إلى ما ذكره المتستر باسم «الشبابي المخضرم» عن صفقة عبداللطيف الغنام، فقد كانت إحدى أنجح الصفقات التي أبرمها فريق الشباب... وأؤكد أن هذه الصفقة لم تتم إلا بموافقة قيادات ورجالات شبابية لأننا تعودنا في «نادينا الكبير»، ألا نتخذ قرارات من هذا النوع إلا بالعودة إلى كبارنا مثل الأمير خالد بن سلطان ومشاورة الأمير خالد بن سعد وبقية الرموز الشبابية المؤثرة.. فصفقة الغنام تمت بمبلغ 11 مليون ريال، منها 3 ملايين قيمة الإعارة لمدة عام، وكان العقد يتضمن شرطاً جزائياً بأن يدفع الهلال مليوني ريال غرامة في حال تأخر عن تسديد المستحقات المترتبة على الصفقة، وهو ما حدث لاحقاً وأصررنا على حقنا في الشرط الجزائي دون تفريط، ودفعه الإخوة في الهلال، مما جعل عوائد الصفقة تصل في قيمتها الإجمالية إلى 13 مليون ريال.
أما القول إن طلال ذهب للهلال ومعه الشيحان فهذا كلام «سخيف» ولا يستند إلى أي حقائق والهدف منه الإساءة وتشويه تاريخ من عمل في الشباب في فترات سابقة، وهذا لم يعد خافيا على الكثيرين في الوسط الرياضي من بعض المحسوبين على النادي، حيث لاحظنا في السنوات الأخيرة وجود من يحاول طمس التاريخ وإبعاد الرموز السابقة التي خدمت النادي عن تاريخه.
وعن الشباب في الفترات السابقة التي تحدث عنها الكاتب الموصوف بـ»الشبابي» فإنني أحب أن أوضح له أن الفترات التي تحدث عنها شهدت جلب عدد من اللاعبين في عهد الأمير خالد بن سعد ومحمد بن جمعة وغيرهم، حيث تم جلب لاعبين أسهموا في البطولات الشبابية لاحقاً مثل السمار والداود والزيد وخالد الحوطي ورضا تكر وعلي مرعي والزيد ونايف مرزوق وعبدالله الأسطا وغيرهم، فالشباب كان يعمل وفق رؤية واضحة وعندما كان يريد أن يستغني عن أحد كان يعرف ماذا سيفعل وكيف سيستفيد من هذه الصفقة.
وفي كل الإدارات السابقة كانت الرواتب تسدد أولاً بأول من دون تأخير، ولم توجد إدارة بتوفيق الله ومن ثم بدعم الأمير خالد بن سلطان إلا وأنهت فترتها من دون أي متأخرات في الرواتب وهذا ما نتمناه من هذه الإدارة أو أي إدارة تتولى أمور النادي بشجاعة.
وأشير إلى أن اللاعبين البارزين الذين خدموا النادي مثل صالح الداود، وفؤاد أنور، وفهد المهلل، رحلوا عن النادي ولم يكونوا في أوج نجوميتهم وفي صفقات استفاد منها الطرفان.
وهنا وإحقاقاً للحق يجب أن نشيد بالدور الذي لعبته إدارة خالد البلطان في فترات سابقة عبر تحقيق عدد من الإنجازات حسب السياسة التي تراها سليمة، فإدارة خالد البلطان حققت عددا من النجاحات، رغم اختلاف البعض حول الطريقة التي تنتهجها، وهو الشيء الذي يشكرون عليه، فتحقيق البطولات كان امتدادا لخطط كبيرة أسسها وقادها الأمير خالد بن سلطان، الداعم الحقيقي الذي يقف خلف كل الإنجازات منذ سنوات عدة، وأكمل مسيرة النجاح خالد البلطان الذي حقق إنجازات تسجل في تاريخ إدارته مهما كان الاختلاف حول النهج الذي اتبعه، ولكننا نتمنى أن يجد الرئيس الحالي الحلول العاجلة للمشاكل التي وقع فيها الفريق من تأخر الرواتب، وأيضاً الاستفادة من استحقاقات النادي الموجودة لدى الأندية الأخرى ولم تسدد إلى الآن، إذا كانت هناك، بسرعة المطالبة بها لدعم النادي.
أما فيما يخص البعد أو القرب من النادي فلا أعتقد أنه في أي وقت طلب منا أي أمر فيه مصلحة ورفضناه، ولكن في بعض الأحيان تعتقد أنه من الأفضل أن تترك الإدارة طالما أنها لا تطلب شيئا لتعمل من دون أي ضغوط وتحقق النتائج المرجوة.
أخيراً، هذا الرد ليس مقصوداً منه الإساءة لا للإدارة الحالية ولا السابقة ولهم الحق في الأسلوب الذي يجدونه مناسباً، ولكن شهادة للتاريخ حتى لا يأتي شخص «وهمي» أو مدفوع من آخرين ويشوه التاريخ الشبابي الناصع ويطمس حقائقه، وأنا من ناحيتي سأقفل هذا الملف وأملنا في الله تعالى ثم في الأمير خالد بن سلطان الذي سبق أن انتشل النادي من ظروف كثيرة ودعمه دعما تاريخيا، ونثق فيما سيصل إليه من قرارات، ونتمنى التوفيق للأستاذ خالد البلطان خلال فترة بقائه في نادي الشباب، وأن تتواصل الإنجازات لإدارته أو ما ستأتي بعدها. وللتوضيح والعلم فإنني لا أسعى لأي منصب في النادي، وهذا الملف أقفل بالنسبة لي، فيما لن أتردد في المساهمة في أي عون بعيداً عن العمل الإداري الرسمي متى ما كان ذلك في مصلحة النادي.