الأمريكي الذي جاء لإصلاح أوقافنا !

قبل سنة مضت، جاء إلى أراضينا عقلية أمريكية سبقت العقلية التي تدار بها صناعة الأوقاف في وقتنا الحالي. جاء إلينا من أجل أن يقوم بتغيير العقلية البدائية لإدارة الأوقاف ببلادنا. كان يطالب أن يتنازل أصحاب الأوقاف عن منهجيتهم القديمة التي ترتكز على الاستثمار بالعقار ولا غير العقار ! كافح وحاول فآمن بمنهجيته لإدارة الأوقاف، عبر الخبرات المصرفية، مجموعة مستنيرة من أهل القطاع الخاص. وبالرغم من غياب الدعم الحكومي له من الخليج ، قام بإطلاق أول مؤسسة مالية عالمية متخصصة في إدارة الأصول والأوقاف وفق الشريعة الإسلامية. فمساهموا شركة «صفا للخدمات الاستثمارية» سعوديون و تدار بين شركة محلية سعودية وأخرى سويسرية. كان جون ساندويك يحاول جاهدا أن يصلح صناعة الأوقاف ببلادنا. فمعظم هذه الأصول تدار بطريقة ضعيفة. الأمر الذي يؤدي إلى مكاسب ضئيلة. فصناعة الأوقاف تفتقد لوجود جهة مهنية ذات خلفية مصرفية تقوم على تقييم مجال الأوقاف كحقل للاستثمار. فعندما تتدخل الأيدي المصرفية المتخصصة في إدارة الثروات، يرتفع العائد على الاوقاف، مما يعزز الفائدة على المجتمع و الأمة ككل. كان يناشد أمتنا أن تستيقظ وذلك بأن يخصصوا جزءاً من وقتهم لإيقاظ هذا «العملاق» النائم».

وفي خطوة تبرهن على عظمة عواصم المال الإسلامية، قامت دبي و ماليزيا بالاستماع لما ينادي به ذلك المصرفي ذو الشعر الأشقر. وساهم الدعم الحكومي بإنشاء «نور أوقاف» مملوكة بنسبة 60 بالمئة لشركة نور للاستثمار المصرفية بينما ستحوز الأربعين بالمئة الباقية مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر التابعة لحكومة دبي وستهدف إلى تعزيز عائدات الأوقاف في أنحاء العالم. ونور للاستثمار شركة زميلة لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية ذراع الاستثمار للإمارة. لاحظ هنا كيف تم «مزج» العقلية القديمة التقليدية لإدارة الأوقاف بالعقلية الحديثة المصرفية لإدارة الأصول.

وقال طيب عبد الرحمن الريس الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي إن الهدف هو أن تصبح دبي مركزا عالميا للأوقاف من خلال توفير الخدمات المالية للمؤسسات الإسلامية.

وأضاف أن الشركة الجديدة التي سيبلغ رأسمالها المدفوع عشرة ملايين درهم (2.7 مليون دولار) ستقدم خدمات من بينها الفحص الفني والتحليل المالي ومساعدة الأوقاف على تطوير أهدافها الإستراتيجية.

وقال حسين القمزي الرئيس التنفيذي لنور للاستثمار إن الأوقاف تستطيع من خلال الإدارة النشطة لأموالها عن طريق الشركة الجديدة أن تضمن مزيدا من التمويل الذاتي لمشروعاتها وأن تقلل اعتمادها على التبرعات والمساعدات الدولية.

كلمات الإمريكي ساندويك الإصلاحية وجدت لها صدى في أقصى دول آسيا !.فقد نقلت رويترز تقريرا يفيد بأن الحكومة الماليزية قد تسمح للبنوك بالمشاركة في إدارة الأوقاف. وجاءت تلك الدعوات بدخول أصحاب «المؤهلات المناسبة» عقب أن أعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أن هيئة الأوقاف الماليزية ستتحول إلى شركة تستهدف تحقيق قيمة أكبر من الأصول الوقفية الخاضعة لإدارتها.

همسة نداء

إلى متى سوف ننتظر ونتجاهل النداءات الخاصة بإصلاح أوقافنا ؟ هل من مُجيب؟