وصفت ميزانية 35/ 36هـ بأنها ميزانية قياسية، وقبل ذلك وصفت الميزانيات السابقة: بالخير والرخاء والإعمار والتاريخية. فلا يهم بماذا توصف ما يهم أن تكون انعكاساتها على المجتمع إيجابية، أن تصب مباشرة في مصلحة المواطن.
صندوق التنمية العقاري التجربة المذهلة التي اشتركت الدولة والمواطن في تنفيذه قد غير بإذن الله وجه المملكة ونقلها من زمن الحجر والطين إلى مباني الفلل وعمائر الرخام والزجاج.
الصندوق الزراعي ومشروعات الزراعة التي اشتركت فيه الدولة والمواطن جعل أراضي المملكة دوائر خضراء وساهم في الأمن الغذائي ونقل الريف السعودي المتواضع إلى صناعة زراعية إنتاجية, قرى زراعية حديثة وزراعة ملايين النخيل وتوفير أطنان من الخضروات والحبوب.
تجربة وزارة التعليم العالي في بناء المدن الجامعية مكنها من بناء أكثر من (30) مدينة جامعية و(35) جامعة حكومية وأهلية انتشرت في معظم مقار مناطق المملكة والمحافظات والمدن الصغيرة لتشكل طفرة تنموية جديدة، ولتصبح ظاهرة في المدن الكبيرة والمناطق النائية والحدودية تمكنت من استيعاب معظم خريجي الثانوية، وحققت عدالة التعليم الجامعي بين المناطق والمحافظات, وفتحت باب الوظائف التعليمية العليا بجذب المتخصصين إليها في الدراسات العليا.
الميزانية تحتاج إلى أفكار مثل صندوق التنمية العقاري، والصندوق الزراعي، والمدن الجامعية، لخلق فرص وظيفية جديدة وإحداث حراك اقتصادي ومالي واجتماعي لأننا دخلنا في الركود الاجتماعي, زاد معه عدد السكان, وكبرت خلية المجتمع وارتفع مستوى الفرد التعليمي بعد أن اتسعت رقعة التعليم الجامعي، وهذا يتطلب مشروعات وفرصا وظيفية ومالية لتلبية احتياجات الأسر، التي أصبح بعضها وفي ظل نقص خدمات الشؤون الاجتماعية ينخفض مستواه المعيشي ويكاد يعجز عن تلبية احتياجات أسرته الأساسية وبخاصة أن أرباب الأسر دخلوا في سن التقاعد وهم يمثلون شريحة كبيرة ولدت قبل عام 1376هـ، أي أن معظم مواليد السبعينات الهجرية سينقلون إلى صناديق التقاعد في الأعوام القليلة القادمة، وهذه الشريحة هي التي بدأ معها زيادة سكان المملكة بعد استقرار الدولة، لذا لابد من مشروعات اجتماعية لحماية طبقات المجتمع قبل أن تدخل في مرحلة العجز والعوز.