الجزيرة - عبدالرحمن السريع:
اختتمت مساء أمس الأول فعاليات مشروع عشاء في الظلام بفندق الفيصلية بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة مها بنت عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز التي سلمت مكافأة مالية للفتيات الكفيفات على مجهوداتهن لإنجاح الفعاليات حيث شاركت 12 فتاة كفيفة بتقديم الوجبات الغذائية لزوار الفعاليات من نساء المجتمع في جو مظلم حيث يعتبر هذا الحدث الأول من نوعه على مستوى المملكة.
من جهتها صرحت لـ(الجزيرة) الأستاذة فاتن حيدر لحام مديرة المشروع والمشرفة عليه وقالت: إنها منذ تولت مسؤولية إدارة مشروع عشاء في الظلام عشقت فكرته الفريدة وترقبت نتائجه بشغف كبير. وأضافت: لا أخفيكم سرا أنه كان عندي بعض القلق وخصوصا عند سماع التعليقات المحبطة ولكن الحمدلله نتائجه المذهلة فاقت كل التوقعات حيث أكد لي العمل بهذا المشروع نظريتين الأولى أن النجاح الحقيقي هو من يحول العقبات إلى فرص وتميز والثانية جودة العمل والإيمان به غير كافية لتحقيق النجاح بل المبادرة وتوصيل العمل إلى الناس هو العنصر الأهم للنجاح اخترنا 12 فتاة مكفوفة ليقمن بدور المضيف والمرشد لزوار المطعم من السيدات في جو مظلم.
أحد الأسئلة التي وجهت لهن أثناء المقابلات التي أجريناها معهن كانت ما الذي يدفعكن لخوض هكذا تجربة؟
كانت الأجوبة كلها نابعة من روح التحدي «أريد أن أثبت أني أستطيع عمل المبصرين».
لقد كانت الإجابة تحديا لإعاقتهن التي أعتبرها الآن ميزتهن أثبتن بالفعل لفريق العمل ولكل من زوار المطعم أنهن قادرات على القيام بأصعب عمل يمكن أن تتخيل لمكفوف أن يقوم به.
أشكر كل من ساهم على نجاح المشروع حيث كان اليوم الأخير في العشاء في الظلام مميزا وجميلا كما أشكر صاحبة السمو الملكي الأميرة مها بنت عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز على تشريفها الحفل وتقديم المكافأة المالية للمكفوفات والأستاذة مها أبوثنين على تقديمها للهدايا العينية على حسابها الخاص للفتيات كما أشكر سواعد عذيب لإتاحة تلك الفرصة للمكفوفات.
من جهتها تحدثت الأستاذة مها أبوثنين العضو العام وقالت: إن الكفيف ليس كفيف البصر بل كفيف القلب نرى نماذج منهم ماهرة ونسمع أخبارا تثلج صدورنا ما وصلوا إليه بالتعلم والمهارات قد لا يصلها المبصر، إن ما قامت به المكفوفات من مجهودات رائعة في فعاليات مشروع عشاء في الظلام أبهرنا جميعا ولهن الدور الأكبر في نجاح المشروع وترك بصمات هنا في هذا المكان لن تنسى لمن حضر هذه الفعاليات أتمنى أن هذا اليوم لا يكون آخر يوم لهن بل أتمنى أن يكون بداية لليوم الأول في حياتهن وأن يجدن فرصاً وظيفية لأنهن أكفاء.
من جانبها تحدثت الأستاذة فوزية السعدون منسقة العلاقات العامة للمكفوفات وقالت: تجربة العشاء في الظلام كانت جميلة وإنسانية بحتة وهي توصيل صوت الكفيف لقد استمتع فيه الكفيفات وأَدّينَ أعمالا ليست جديدة عليهن ولا على من يعاشرهن فهن يقمن بجميع الأعمال المنزلية من التنظيف والطبخ وتربية الأبناء والتعليم والتعلم كل ذلك ولكن بالظلام.
من جانبها تحدثت نور خالد كفيفة وقالت: كان اليوم الأخير من أسعد الأيام وكنت أتمنى أن لا يكون الأخير لقد سعدنا بوجود القلوب المحبة والمليئة بالحنان والعطف وأتمنى من الله عزوجل أن يهيئ لي من أصحاب القلوب الطيبة والأيادي الكريمة من يتكفل بعلاجي كي أعود وأرى النور مرة أخرى وهي عملية تحتاج لمبلغ مئة ألف ريال.
كما تحدثت سارة العتيبي كفيفة قائلة: لذة النجاح تغسل متاعب ذلك الطريق تنحني فيه أحرفي عن وصف مشاعري بنجاحي ونجاح أخواتي نتمنى أن نكون وفقنا بتوصيل رسالتنا للمجتمع تطبيقا بما نحس به أشكر كل من سعى بتطبيق هذا المشروع ولكل من زار هذا المكان الذي احتوانا وجعلنا نتعرف على قلوب طيبة حست بما بداخلنا وأتمنى أن يتحقق كل ما نحلم به.