منذ أكثر من عقد ونصف وفريق النصر لم يتذوق طعم أي بطولة, ومنذ ذلك التاريخ والنصر لم يتصدر الدوري السعودي أو ينافس عليه, وحتى حينما تراجع أداء «الفرق الكبيرة» لم يستطع فريق النصر أن ينافس على أي بطولة باستثناء بطولة ولي العهد الموسم الماضي بعد أن وصل للنهائي ولكن لقبها ذهب لفريق الهلال, هذه هي الحقيقة الأولى التي قد تغضب بعض المنتسبين لفريق النصر ولكنها في النهاية حقيقة ماثلة كتبها التاريخ عبر صفحاته ولا يستطيع إنكارها جاحد! الحقيقة الثانية, هي عودة فريق النصر هذا الموسم لينافس فريق الهلال بعد غياب استمر أكثر من عقد ونصف, وتأتي هذه العودة لأصفر الرياض بعد أن تدهور فريق الاتحاد وغاب فريق الشباب وتاه فريق الأهلي, وانحدر مستوى الهلال «المنافس الوحيد لفريق النصر», ولعل غياب تلك الفرق وابتعادها عن المنافسة يعطينا انطباعا بأن هذا الدوري ليس بجيد على المستوى الفني, بل إن الغالبية يصفه بأنه أضعف دوري منذ سنوات طويلة. ولكن الملاحظ مع عودة فريق النصر هي عودة الضجيج, وبروز أصوات لم نكن نعرف ميولها, أو بالأصح كانت «تستحيي» من الإفصاح عن ميولها, وظهرت بثوب لم نكن نعرفه, حيث كانت المثالية عنوانها, بل إن معظم تلك الأسماء حينما تسأله عن ميوله يقول «مالي في الكورة», ولكن عودة النصر «وتصدره لعدد من الجولات بعضها كان بمحاباة لجنة ومساعدة صافرة» أعادتهم من جديد لكرة القدم التي كانوا لا يتشرفون بالانتساب لها! أما إعلاميا وتلك هي الحقيقة الثالثة, فنادي النصر لم يغب عن الإعلام يوما, وحتى في ظل غياب فريقهم زادت أعداد إعلامييه, وأصبحوا في كل برنامج يتواجدون, وفي كل شاشة يخرجون, وأخذوا مساحة لا يستحقونها «بناء على غياب فريقهم», ولو خرجوا كنقاد محايدين لما انتقدهم أحد, ولكن «أغلبهم» وليس كلهم يخرجون كـ»مشجعين» وليس كنقاد. تلك هي الحقيقة التي لا يمكن حجبها بغربال فنادي النصر سيطر على مفاصل الإعلام الرياضي خاصة الفضائي منه, حيث انتشر منسوبوه في كل البرامج, وأصبح «اللون الأصفر» يسيطر على تلك البرامج, وإذا استثنينا برنامجا أو برنامجين يحاول القائمون عليها البحث عن المهنية, فإن بقية البرامج تتكون معدين يميلون لفريق واحد, والكارثة أنهم يختارون ضيوفهم من «الاستراحات» و»المقاهي الليلية»! وحينما نذكر ميول بعضهم للفريق النصراوي فنحن لا نستعيب عليه ذلك, ولا نجرمه, ولا ننكر عليه الميول وحبالفريق الذي اختاره, فالميول حرية شخصية, ولكن إن أصبحت الميول تتحكم في العمل فهنا نقول كفى عبثا! وإن أصبحت الميول مكشوفة وعلى الملأ فهنا نقول توقفوا, فما تصنعونه من عبث في برامجنا لا يمكن لأحد أن يقبله إلا من أراد أن يدس رأسه كالنعامة! لقد حذرنا في فترات سابقة من التطاول والعبث في البرامج الرياضية, ولكن لا أذن سمعت ولا عين رأت, ونحن الآن نناشد المسؤولين عن القنوات الرياضية بأن يصنعوا شيئا, وإن يغيروا واقعهم الحالي, فالجمهور الرياضي أصبح لا يرى تلك البرامج التي تدار بالريموت كنترول, ولم يعد يتغنى بها إلا المستفيدون منها. إن هذه الرسالة ليست رسالتي لوحدي, بل هي رسالة حملني إياها كل من يبحث عن الحياد والطرح المنطقي والعقلاني, وحملني إياها كل من يبحث عن التوازن, ولذا وجب على المسؤولين في تلك القنوات أن يراجعوا حساباتهم, بحيث لا يكون هناك فرق بين لون وآخر, فكل الفرق سعودية, وليس هناك فريق له أفضلية على آخر إلا فريق يحقق البطولات والمنجزات, وهذا يكون له الحق في أخذ ما لا يأخذ غيره أياً كان لونه, فهو البطل المتوج, وهو من يستحق خطف الأضواء, ولكن الحقيقة لدينا أصبحت مقلوبة, فمن غاب عن البطولات والإنجازات أصبح يتسيد المشهد الإعلامي الرياضي, وأخذ المنتسبون له أكثر مما أخذت فرق البطولات والإنجازات, وهذا فيه ظلم كبير على الأبطال الذين تعبوا وأنجزوا وفي الأخير لا أحد يلتفت لهم إلا يوم الحصاد, وبقية الأيام تكون لمن صوته أعلى! الجمهور يصيح, والإعلام الحر يعتب ويوجه, فهل من مستمع قبل أن يفوت الأوان, وتصبح تلك البرامج مجرد «تعبئة وقت»! نحن الآن نحذر ونوجه ونقول لقد حان الوقت لإبعاد مقدم جاءت به الواسطة, وجاء الوقت ليطرد معد جاءت به ميوله, فمع تواجدهما لن تتغير حال البرامج الرياضية, بل ستزيد سوءا, فما نشاهده الآن لا يمكن أن يأتي أسوأ منه إلا أن يأتي المقدمون والمعدون بشالات فرقهم أمام أعين المتابعين! بقي أن أقول: هذه رسالة محب قلتها نيابة عن جميع العقلاء لا أبحث من خلالها عن أهداف أو مصالح خاصة, ولعل المسؤولين في بعض القنوات يعرفون ويعون المبدأ الذي رسمته لنفسي من خلال تلك البرامج.