هو الإقرار والاعتراف بأنه الرسول المبلغ عن الله، وأنه الذي يجب اتباعه في كل ما جاء به، وأنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وأن كل ما قاله حق وصدق، وأنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وأن ما قاله غيره يحتمل الخطأ والصواب، فيؤخذ منه ما وافق الحق، ويترك ما خالف الحق.
) وأن الله أرسله رحمة للعالمين، وإماماً للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين، وهدى به إلى أقوم الطرق، وأوضح السبل، وافترض على العباد طاعته، وتعزيزه وتوقيره ومحبته، وسدَّ دون جنته الطرق، فلن تفتح لأحد إلا من طريق نبيه صلى الله عليه وسلم، وشرح الله له صدره ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، وجعل العزة والفلاح لمن اتبعه ونصره.
) وهو البشير النذير، والسراج المنير، وهو أمين الله على وحيه، وسفيره إلى عباده وخيرته من خلقه. صاحب الشفاعة العظمى، والحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، سيد الأولين والآخرين وأفضل البشر أجمعين.
) وهو عليه الصلاة والسلام أعرف الخلق بالله وأتقاهم لله، وأحبهم إلى الله وأهداهم إليه سبيلاً، لا يجوز لأحد تقديم قولٍ على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يُعارض كلامه بكلام أحد، ولا يؤمن أحدٌ حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به، ولا تحصل هداية لأحد من الخلق حتى يكون متبعاً لهديه مقتفياً أثره {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
) سعد وأفلح في الدنيا والآخرة من استن بسنته، واتبع سبيله وشرعته، وشقي وخاب وخسر من تنكب طريقه. واتبع البدع ومحدثات الأمور. اللهم اجعلنا ممن يسعد بشفاعته، ويفوز بحبه واتباعه وطاعته.