شدد الدكتور أحمد البرعي وزير التضامن الاجتماعي المصري، على أن موقف المملكة العربية السعودية الداعم لمصر عقب ثورة 30 يونيو شكَّل دلالة قوية على بداية الوحدة العربية، معتبراً أن الوحدة لا تكون فقط بالاندماج في (بلد واحد) وإنما تكمن بالأساس في توحد الرؤى والسياسات، لذا فإن المملكة كانت أول من تفهمت الوضع، وأدركت أن سقوط مصر يعني سقوط الآخرين.
وأشار البرعي، خلال لقائه مع مجموعة من الإعلاميين بمنزل السفير المصري بالرياض عفيفي عبد الوهاب، مساء الأربعاء إلى أن زيارته الحالية للمملكة تهدف إلى إطلاع المسؤولين السعوديين على ترشيح مصر له لشغل منصب (مدير منظمة العمل العربية)، موضحاً أنه قرر بدء تحركاته من المملكة لما لها من ثقل عربي كبير، فضلاً عن العلاقات الوطيدة والتاريخية بين القاهرة والرياض، وأنه في هذا السياق التقى مع معالي المهندس عادل فقيه وزير العمل السعودي، حيث جرى التطرق إلى مجمل الأوضاع في سوق العمل العربي، وما تواجهه من مشكلات، كما عقد اجتماعاً ثانياً مع مجلس الغرف السعودية، لمعرفة احتياجات السوق السعودية من الأيدي العاملة في شتى المجالات، مشيراً لوجود مشروع مصري بالتعاون مع ألمانيا لتدريب 100 ألف عامل مصري في مجال التشييد والبناء.
وحول رؤيته لتطوير وتفعيل دور منظمة العمل العربية، أوضح البرعي أن المنظمة بحاجة لتحديد مهامها باعتبارها مركزاً فنياً لدعم الحكومات العربية في اتخاذ القرارات المتعلقة بسوق العمل، وكذلك فإن سوق العمل العربية تحتاج إلى وضع آليات جديدة تنظم انتقال العمالة بين الدول المصدرة للعمالة، والدول المستقبلة لها، مشدداً على الفائدة المشتركة للطرفين، فالدول المصدرة للعمالة تحتاج إلى تقليل معدلات البطالة لديها، في حين أن العمالة العربية تجنب الدولة المستقبلة للعمالة المشكلات الاجتماعية والثقافية والأمنية التي تنشأ من وجود العمالة غير العربية.
واعتبر البرعي أن منظمة العمل العربية يجب أن تضع في صدارة أولوياتها تنظيم وتفعيل عملية تدريب العمالة، فالدول المستقبلة للعمالة، وعلى رأسها المملكة، تحتاج الآن إلى عمالة فنية ماهرة، وللأسف فإن مخرجات التعليم في العالم العربي لا توفر مثل هذه النوعية، ولذا يجب التوسع في عمليات التدريب، وهو ما تركز عليه مصر حالياً، كذلك فإن المنظمة يجب أن تعطي مزيداً من الأهمية لعملية (السلامة والصحة المهنية) من أجل الحفاظ على رأس المال البشري.
وعن تطورات الأوضاع في مصر، أشار وزير التضامن الاجتماعي إلى أنه متفائل بالمستقبل، وأن الأوضاع في مصر ستشهد نقلة نوعية عقب الانتهاء من الاستفتاء على الدستور، لافتاً إلى أن هناك تحسناً ملموساً كل يوم، مدللاً على ذلك بتراجع عدد الإضرابات والاعتصامات، مقارنة بما كان يحدث خلال العامين الماضيين. ودعا البرعي دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إلى تقديم أوجه المساعدة لدول ما يُسمى (ثورات الربيع العربي) لتجاوز أزماتها الحالية، مشيراً إلى الحاجة لـ(مشروع مارشال عربي)، وإن كان الأمر لا يقتصر فقط على المساعدات، بل إن الاستثمارات تُعد هي الشق الأهم، وهو ما تسعى مصر لفتح الأبواب أمامه، ولعل (منتدى الاستثمار المصري الخليجي) الذي عُقد مؤخراً في القاهرة يُشكّل دلالة قوية على هذا التوجه.