في غربتها..!

لولا ذلك الطيف المتدلّي من عريشة الحلم إليها ،..

لفضِّ شتاء المدن عن نحيب ٍ يطول في غربة الشوارع..!

ذلك الطيف الماد كفّيه يمسحُ وحشتَها..

يهدئ قلقَها..

المدن المتصدّعة يلمُّ شتاتَها..

فوحُ أنفاسِه يدفئُ أطرافَها المرتجفة..!

تلك المدن المطلّة على سطور العتبات وقد بصمَت دعسات العابرين بها ..،

وتشبثَّت..!

لم تتركها تتلاشى أبداً..!

ذلك الطيف الكبير الذي تدثّرت بخطوطه كتفاها..

مرّ بشتائها ..، سكب دلوه عليها..

سكن في مرآتها..

خافتة تكات الساعة الفارهة في مجرى عروقها تلك المدن..

محطات مرت به..، وما استقرت،..

غريبة في شتائها، وشتاتها..

غريبة بين بدء الجسر ، ومنتهى المدى ..

عمارها فارهٌ..،

سوادها البشري كثٌّ..

أسئلتها كثيفة..

حيرتها شاسعة..

وثمة علامة في مفترق الطريق بعيدة تلوح ..

ولا تبوح ..!!

المدن المرتجفة في زمهرير غربتها..

بين زخ الطيف ..

ورجفة الغربة..

تتوجّس بأناسها..

تتوجّس ...!!