كل بيئة تَفْسُدُ يُقلقُ فسادُها سكانَها، ونزلاءها..!
هذا الأمر ليس وقفاً على البشر والشجر، وكل من فوق الأرض..
بل على كلِّ حيٍّ من سكان البحر..
فالأسماك أيضاً يقلقها الفساد..!!
وهذا موقع (لايف ساينس) قد أشار مؤخراً إلى أن فريقاً من الباحثين في جامعة (سان دييغو) الأمريكية في كاليفورنيا، قد أجرى تجربة لفحص مدى تأثير المياه حين ترتفع فيها نسبة الحموضة على حياة الأسماك في البحر.. نظراً لتوقعهم وصول الحموضة في مياه البحور نهاية القرن الحالي إلى مستوى عال، وتكون بذلك المياه فيه غير صالحة لحياة السمك. وحين خضعت مجموعة العينة من الأسماك في حوض خُصص للتجربة، فيه علت نسبة حموضة الماء، انزوت الأسماك في (الأركان الداكنة)، وهذا ما أشار للباحثين إلى «قلق» الأسماك.. واضطرابها..
فحموضة مياه البحور فساد بيئة.. فما بال هذه الزيادة في حموضة الأرض بيئة البشر..؟
إننا نرى من البشر من قد علت لديهم نبرة القلق.. فأخذوا يتخبطون في متاهاته.. نجدهم يحسنون قليلاً، ويألمون كثيراً، يقولون بعضاً، ويسكتون عن بعض، يوصِلون أصواتهم في حين، ويكتمونها في أحايين..
كذلك وجدنا منهم من انزوى نحو (الأركان الداكنة).. هناك أيضاً من طفت به موجات الغبار، وذهبت الريح تهد أوتاد راحته..
فالفساد في بيئة الحياة هو أول إسفين يدك جذورها.. ويجتث فروعها، وينقض دعاماتها..!
الأسماك كما الإنسان.. ترفض الفساد، في فضاء البقاء الذي ترتجيه..
وكل حي هو هذا الهارب منه.. من براثن سطوته على بيئته ماء وتراباً..
وبما أن الغاية من البحث، والتجريب، والسعي، والحث، هي التطهير..
إذن فالأخذ بأيدي الباحثين عن النقاء على صعيدَيْ الماء والتراب ينبغي منه أن يُشدَّ في عزائمهم من كلِّ الناس، لتطهير البيئاتِ على اختلافها، أو اختلاف أحيائها، من الحموضة التي تعتريها.