بعيداً عن قناعة لجنة الحكام بأخطاء مرعي عواجي في مباراة الشباب والنصر من عدمه، فقد كان حرياً باللجنة التي يفترض أنها تنشد النجاح وتبحث عنه، وتسعى لحماية حكامها من أي ضغوط، أن تتراجع عن قرارها بتكليف عواجي بإدارة مباراة الهلال والشعلة اليوم في ثمن نهائي مسابقة كأس ولي العهد، الحكم الذي خرج لتوه من كارثة الموسم التحكيمية يحتاج إلى أيام حتى يراجع نفسه، ويراجع حساباته، ويعيد تقييم الأمور بعد جملة الأخطاء التي شهدتها إدارته لمباراة الشباب والنصر التي اتفق عليها جميع المحللين، لكن عمر المهنا كابر وأصر على المضي في قراره في تكليف عواجي في مباراة الهلال والشعلة، وهو ما سيجعله تحت ضغط رهيب ربما يدفع الفريقان ثمنه غالياً ولا لاسيما أننا في مسابقة لا تقبل أنصاف الحلول ونتائج مواجهاتها لا تقبل القسمة على اثنين .
إن الإصرار على تكليف عواجي يأتي من أجل تمرير إشارة ضمنية بأن اللجنة توافقه على أخطائه الكارثية ولا ترى موجباً للوقوف عندها، حتى لا يفسر الأمر في حال التغيير بإيقاف الحكم، وهنا تأكيد آخر على أن لجنة المهنا لا تريد الاعتراف بأخطائها وأخطاء حكامها، ولا تريد إصلاح أحوالها، ولا تقويم حكامها وتطوير مستوياتهم، وكأنها أيضاً تكافئ عواجي بعد جملة أخطائه !! وهنا يحق لنا أن نتساءل : إلى أين يمضي قطار التحكيم وعند أي محطة سيتوقف، وهو القطار الذي يؤكد في كل مرة أنه لا يمكن أن ينهض، وانه عندما يتقدم خطوة للأمام يتراجع عشراً للخلف، والأمر أيضاً يؤكد أن المسؤولية أكبر من عمر المهنا ولجنته التي تؤكد كل المعطيات أن دمدمة الأمور ومحاولة تمرير بعض القناعات خلال اجتماعها الشهري - الذي لا يسمن ولا يغني من جوع - لا يمكن أن تقدم عملاً ناجحاً، وأن الطبطبة على أكتاف الحكام ومجاملتهم لا يمكن أن تسهم في تطوير أدائهم ولا إقناع الأندية والقائمين عليها بهم وبما يقدمونه.
في كل اختبار يؤكد عمر المهنا ولجنته أن رياح التغيير يجب أن تهب عاجلاً غير أجل على اللجنة، وأن يتدخل من بيده الصلاحيات لإعادة الأمور إلى نصابها، فقد بلغ سيل الأخطاء الزبى ولم يعد بمقدور الأندية أن تتحمل المزيد، وهي ترى كل ما تبذله وتعمل من أجله يذوب أمامها ويتحول إلى لا شيء بسبب صافرة ..... يكافئ النافخ فيها بتكليف جديد وكأنه لم يفعل شيئاً، وكأن الأندية وعملها وجهدها لا يعني شيئاً أيضاً لاسيما وهي تصادق على ما قاله رئيس الشباب باستنساخ مرعي.
التحكيم السعودي يتراجع، وغيابه عن المشهد الدولي يتواصل، والحديث عن أخطائه تجاوز الحدود، ومع ذلك ما زال هناك من يدافع عنه وكأنه الوحيد الذي يفهم والبقية مجرد متفرجين في مسرح الأخطاء التي لا تنتهي.