أرجأت المعارضة السورية أمس الأحد قرارها النهائي للمشاركة في مؤتمر جنيف إلى منتصف ديسمبر الجاري، وذلك خلال اجتماع الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض المقرر عقده في اسطنبول كما شككت أيضاً في انعقاد المؤتمر.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أمس الأحد في تصريحات لوكالة فرانس برس على هامش حضوره في الدوحة مؤتمر (قضية فلسطين ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني): ان القرار النهائي بشأن حضورنا مؤتمر جنيف 2 سيتم اتخاذه خلال اجتماع الهيئة العامة للائتلاف منتصف هذا الشهر في اسطنبول. وحول ما إذا كان قد تم البت فعلاً في مشاركة المعارضة بسبب الضغوط الدولية القوية قال صبرا (اشك في أن المؤتمر سينعقد من اصله) .
واستطرد قائلاً (مع ذلك فالمناقشات دائرة وحامية بل متناقضة بين الأطراف السياسية داخل الائتلاف ومع الثوار في الداخل حول هذه المشاركة من عدمها) . وقال صبرا (لا أحد من السياسيين يجرؤ على الذهاب إلى جنيف أو أي مؤتمر آخر دون تشاور مع قوى الداخل صاحبة القوة الحقيقية على الأرض) .
بدوره أكد رئيس المجلس الوطني السوري السابق المعارض برهان غليون أن الاتجاه العام داخل المعارضة يتجه إلى حضور مؤتمر جنيف 2 لكن بشرط الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2218. وأضاف غليون أن الخلاف الآن يتمحور حول ضمانات يجب أن يقدمها وفد النظام السوري قبل دخول المؤتمر وتتلخص في الإعلان أن موضوع المؤتمر وهدفه هو تشكيل هيئة تنفيذية كاملة الصلاحيات مع تنفيذ مقررات مؤتمر جنيف 1. وأضاف غليون في تصريحاته لوكالة فرانس برس (لن نذهب لمناقشة تسويات مع النظام ولا لتوزيع حقائب وزارية) . وأمس رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بمواقف كل من وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حول ضرورة رحيل بشار الأسد كمقدمة لأي حل سياسي في سورية.
وقال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية صباح أمس إن الائتلاف يرى في مواقف بريطانيا وفرنسا حول ضرورة رحيل الأسد أساساً مهماً للعمل السياسي الذي يسبق جنيف - 2 وهذه المواقف مرحب بها جداً من أوسع أطياف الشعب السوري.
وكان هيج قد أكد الجمعة على هامش زيارة إلى الكويت أن بريطانيا أو أي دولة غربية لن تقبل ببقاء الأسد في السلطة، مشيرا إلى أن الحل السلمي في سورية يستدعي رحيل الأسد عن الحكم فيما أكد فابيوس على أن هدف جنيف - 2 هو إنشاء حكومة انتقالية في سورية بدون الأسد.
في الوقت نفسه استمرت عجلة المعارك بين القوات النظامية وقوات المعارضة. وحيث أحرزت القوات النظامية تقدماً على الأرض أمس في مدينة النبك شمال دمشق فقد أعدمت عن قرب خمسة مدنيين بينهم طفلان . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات النظام سيطرت على المنطقة الصناعية في النبك وتواصل تقدمها في المدينة، حيث تستمر الاشتباكات العنيفة بين هذه القوات مدعومة من جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلي المعارضة. واشار إلى سقوط قتلى في صفوف الطرفين بينهم عناصر من حزب الله اللبناني. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن بين القتلى المدنيين الذين قتلوا بالقصف في النبك أربعة أشخاص من عائلة واحدة وهم من النازحين من مدينة حمص في وسط البلاد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس نقلت إلى بلدة يبرود القريبة من النبك في منطقة القلمون خمس جثث لطفلين وفتى تحت الثامنة عشرة وآخر في العشرين وسيدة قتلوا برصاص القوات النظامية التي أعدمتهم في المنطقة الصناعية في النبك. وتحاول قوات النظام منذ حوالي أسبوعين السيطرة على النبك التي تحاصرها وتقصفها بشكل متواصل وتمكنت من دخول جزء منها الأسبوع الماضي. وقتل قائد عسكري بارز في حزب الله أمس الأحد في المعارك الجارية في سورية بحسب ما ذكر مصدر أمني لوكالة فرانس برس. وكان أفيد خلال الساعات الماضية عن مقتل عنصرين آخرين في الحزب في سورية. وقال المصدر قتل أمس في منطقة معارك لم تحدد في سورية علي بزي وهو قائد عسكري بارز في حزب الله. واشار المصدر إلى أن بزي متحدر من بنت جبيل في جنوب لبنان لكنه مقيم في حارة صيدا (جنوب) .