في جلسة خاصة ضمت، ضمن آخرين، الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية دار الحديث حول العناصر النسائية السعودية في مجال البحوث فقال إن المرأة السعودية أصبحت عنصراً فاعلاً في هذا المجال في مدينة الملك عبد العزيز.
الخيط الذي قادنا للدخول في هذه الجزئية هو أن المرأة السعودية أصبحت تشكل أغلبية الكتلة الطلابية في الجامعات وتتفوق عددياً على الطلاب الذكور. وبسبب هذا التفوق العددي وما يتخرج سنوياً من الفتيات السعوديات اللاتي يحملن درجة البكالوريوس فما فوق وضيق مجالات العمل المتاحة في سوق العمل للسعوديات، أصبحت غالبية العاطلات السعوديات هن ممن يحملن شهادة البكالوريوس فأعلى، وهذا الوضع يختلف عما نجده لدى العاطلين الذكور، إذ إن اغلبهم هم من حملة الشهادة الثانوية فما دون.
هذا يعني أن من الضروري البحث عن وظائف للنساء السعوديات في مجالات متميزة في سوق العمل الحكومي والأهلي، إضافة إلى توظيفهن ـ بالطبع ـ في المجالات الأخرى بحسب تخصصاتهن ومستوياتهن الدراسية.
وقد طلبتُ من الدكتور السويل تزويدي بإحصائيات عن توظيف المرأة السعودية في المجالات البحثية بمدينة الملك عبد العزيز فتفضل مشكوراً بتزويدي ببيان يتضمن الوظائف التخصصية والفنية في الوحدات الإدارية التي تعمل بها إناث، فكان عدد الإناث 118 وكانت نسبتهن في المجالات البحثية أكثر من 11 في المائة، مع ملاحظة أن هذه الإحصائيات تشمل الطاقم ذا العلاقة بالبحث والتطوير والأمور الفنية المساندة له ولا تشمل وظائف أخرى مثل الوظائف المساندة الإدارية ومجالات التشغيل والصيانة.
فرحت بهذه الأرقام، وفرحت أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تستقطب مواطنات سعوديات متخصصات في مجالات البحث والتطوير والجوانب الفنية التخصصية؛ فهذا يعني أننا بدأنا نستفيد من كفاءاتنا الوطنية بدلاً من استقدام كل ما نحتاج إليه من الخارج في الوقت الذي تظل فيه بناتنا وأخواتنا حبيسات بيوتهن على الرغم من تأهيلهن العالي، وكل ذلك بسبب ما نطلق عليه اسم العادات والتقاليد.
لست بحاجة إلى استعراض أسماء عالمات سعوديات متميزات في مختلف المجالات ممن حصلن على تأهيل علمي متميز من أرقى الجامعات العالمية، وانخرطن في ميدان البحوث بكل مجالاتها الفرعية التخصصية، فهذه الأسماء معروفة للجميع. وعندما أشرت إلى التفوق العددي للإناث في الكتلة الطلابية في جامعاتنا فإن ذلك لا يعني غياب التفوق النوعي للإناث، فالطالبة السعودية في المراحل الجامعية وفي التعليم العام متفوقة جداً وتأخذ العملية الدراسية بشكل أكثر جدية من زميلها الطالب في معظم الأحيان، ربما بسبب الظروف المفروضة عليها علماً بأن هذه الظاهرة ـ بالمناسبة ـ عالمية وليست محلية فقط!
من المؤكد أن الوطن يتطلع إلى المزيد، ولكن ـ كما يقال ـ أول الغيث قطرة.