حذَّر مصدر عسكري إسرائيلي كبير من احتمال تفجر الموقف في الضفة الغربية المحتلة نظراً إلى تزايد الشعور بالإحباط لدى الفلسطينيين نتيجة انغلاق الأفق في حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وقال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي السابق، الجنرال «يوفال ديسكين»: إن انعكاسات عدم التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي تُشكّل خطراً أكبر من خطر البرنامج النووي الإيراني بالنسبة لإسرائيل.
واعترف الجنرال «يوفال ديسكين»، بأن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية يتسع بشكل يحول دون إخلائه في إطار أي تسوية مستقبلية.
ودعا الجنرال الإسرائيلي إلى تشكيل ائتلاف جديد في إسرائيل يضم جميع الأحزاب المؤيدة للسلام لحل الصراع مع الفلسطينيين.
وتأتي تصريحات الجنرال «يوفال ديسكين»، بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي - جون كيري إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس والرئيس الفلسطيني - محمود عباس برام الله لبحث سبل دفع المفاوضات حيث سيعرض كيري عليهما «خطته الأمنية» التي وُضعت في إطار التحضير لمستقبل التسوية السلمية.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية: إنه من المتوقع أن يعرض الوزير كيري على الجانبين «الفلسطيني والإسرائيلي» خطة تتعلق بالترتيبات الأمنية المنوي اتباعها في الضفة الغربية في إطار التسوية الدائمة.
وكان الرئيس عباس قد استقبل الليلة قبل الماضية في رام الله المبعوث الأمريكي لعملية السلام «مارتين إنديك» تمهيداً لاجتماعه مع الوزير كيري.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية فإن إسرائيل تنوي الاستعانة بالأردن من أجل إقناع الولايات المتحدة بالموافقة على إبقاء منطقة غور الأردن تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية وبأن وجود الجيش الإسرائيلي على الحدود مع الأردن حيوي لاستقرار المنطقة.
وكان دبلوماسي أميركي أكد أن واشنطن ستعرض خطة تتناول ترتيبات أمنية في الضفة الغربية تطبق بعد إقامة دولة فلسطينية.
من جانبه، قال العضو المستقيل في الطاقم الفلسطيني المفاوض «محمد اشتيه»: إن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل أمر مستحيل بسبب الفجوات الواسعة بين مواقف الطرفين.. وأضاف اشتيه: أن الوساطة الأمريكية منحازة لصالح إسرائيل، داعياً إلى انضمام قوى دولية أخرى إلى المحادثات.
وفي ذات السياق وصفت المصادر الإسرائيلية زيارة كيري إلى المنطقة بأنها «محاولة عقيمة أخرى»، أما السلطة الفلسطينية فتقول إنها الفرصة الأخيرة قبل فقدان فرصة حل الدولتين.
في غضون ذلك، نفى الاتحاد الأوروبي أن يكون لديه نية لقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات الجارية مع إسرائيل برعاية أمريكية.
وكانت صحف إسرائيلية نسبت تصريحات إلى ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات - أندرياس راينيكي - قال فيها: إن الاتحاد قد يقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية في حال لم تؤد المفاوضات إلى نتيجة.
وقالت المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «مايا كوسيانيتش» في تصريح لوكالة «آكي» الإيطالية: «إننا لم نعلن عن هذا الأمر، وهو ليس مطروحاً للنقاش حالياً».
وأضافت: «إن الاتحاد الأوروبي ما زال يدعم بقوة محادثات السلام بوصفها الطريق الأمثل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة».
إلى ذلك، نفى مصدر سياسي إسرائيلي مطلع أن تكون إسرائيل قد وافقت على تسليم مناطق في الضفة الغربية للسلطة.
وقال ذات المصدر: «بخلاف ما نُشر مؤخراً فلن تسلم إسرائيل أي منطقة للسلطة الفلسطينية ولن تتنازل عن حاجاتها الأمنية».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت العبرية» أمس الخميس عن المصدر الإسرائيلي قوله: «إن إسرائيل لا تلمح وجود رغبة جيدة لدى الجانب الفلسطيني في المحادثات سواء بخصوص موقفها من الاعتراف بيهودية الدولة أو مسألة اللاجئين وبخصوص إنهاء الصراع».
وأشارت الصحيفة العبرية نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة إلى أن إسرائيل تستعد لإمكانية محاولة الرئيس الفلسطيني «أبو مازن» تفجير المحادثات بعد الانتهاء من الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين ما قبل اتفاق أوسلو، حيث قالت تلك المصادر إن ما يهم «أبو مازن» حالياً هو الإفراج عن الأسرى، ولكن إسرائيل لم تقرر بعد تغيير وجهة نظرها منه ولا تزال ملتزمة بتعهداتها التي قطعتها أمام الأمريكيين.