بدَّد الشيخ سلمان الخليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كل المخاوف بالقارة الآسيوية بعد أن نجح بلملمة الجراح والخلافات وطيها بحكمة وذكاء ودراية تستحق التقدير، فبعد مرحلة ابن همام التاريخية عانت القارة الآسيوية من حزمة تغيّرات أحدثت الكثير من الصدع الآسيوي الملتهب وجعلت من الشكوك حول سقوط قادم لكل منجزات الكرة الآسيوية بات وشيكًا إلا أن التعامل النبيل الذي أظهره الشيخ سلمان الخليفة بعد أن اكتسح منافسيه على الرئاسة الآسيوية بفارق تاريخي جعل الأمور تتبدَّل بصورة لم يتوقعها أحد وهو الأمر الذي أعاد الثقة مرة أخرى لاتحاد القارة الذي أصبح يسير من نجاح لآخر بمنظومة متوازنة تطغى عليها الجماعية والأداء المتقن الهادئ..
الشيخ سلمان الخليفة بدأ حقبته التاريخية بصناعة تحوَّل تطويري مهم عندما أدخل الاتحاد الآسيوي عددًا من الدول للمشاركة في أكبر مسابقة على مستوى الفرق وهي مسابقة دوري أبطال آسيا وهو القرار الجريء الذي يستهدف خلق مناخات كروية احترافية تملأ ساحات القارة الآسيوية الممتدة كأكبر قارات العالم مساحة ليتم التعاطي المتناغم مع رؤية التطوير جذابًا بالشكل الواقعي لتلك الدول التي عانت من ويلات الظروف والعقبات وهي اليوم أمام واقع يفرض عليها وعلى مسؤوليها الالتفات القسري للتطوير وهو الخيار المحتم عليها كرويًّا للبقاء مع الكبار واغتنام فرصة المنحة الآسيوية التاريخية..
الكويت والعراق والأردن والبحرين وعمان والهند وفيتنام وسنغافورة وتايلاند وهونج كونج ستكون أمام مرفأ الرحلة الآسيوية الممتدة للتطوير وهي المرة الأولى التي تصل لهذا المرفأ الذي كان حكرًا على دول بعينها في ظروف مختلفة ورؤية مختلفة كان القرار النهائي بتغييرها للأفضل وتطويرها للأجود..
يقول بلاتر في خطابه الأخير خلال مشاركته حفل توزيع الجوائز الآسيوية السنوية 2013م (آسيا بأيدٍ أمينة).. شهادة الرجل الأقوى بالفيفا تعطي كافة عناصر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مزيدًا من الراحة والعمل بوجدانية وانتماء حقيقي ونسف كل المعتركات ومراحل الإحباط التي جمَّدت الآسيوي خلال العامين الماضيين.. إستراتيجية الشيخ سلمان الخليفة تقوم على العمل الخلاق الهادئ ووحدة الصف الآسيوي والمواقف أثبتت أنّه يعمل بجدٍّ ويحقِّق نجاحات رائعة تجعله حكيم آسيا الجديد فمثاليته الحقيقية تجلَّت بعد أن نثر الحب حتَّى بين خصومه السابقين ولم يصدر عنه أيّ تصريح أو حتَّى إيحاء في هذا المضمار الأمر الذي يجعله مصدر أمان القارة كرئيس لأعلى سلطة كروية في أكبر قارات العالم..
أمام هذا الرجل ملفات عديدة وطموحات كبيرة تصب في مصلحة الكرة الآسيوية وقد أبدى على الواقع والأرض نجاحًا مذهلاً في التعامل مع الأحداث عكس بعض التوقعات النقديَّة مما يجعلنا اليوم نقف صفًا واحدًا مع أبو عيسى لمصلحة آسيا المتحدة، فهو يقود سفينتها بكلِّ اقتدار وحنكة وما يحتاجه حاليًّا هو الانصاف والانصاف فقط..