مثل كل عام ومن أول زخة مطر تنكشف لدينا البنية التحتية، وتغرق الشوارع بالمياه، وندخل في مساجلات بين الدوائر الحكومية، كل منها يلقي باللوم على الآخر.
في كل مرة، يعلن الوزير المختص أو الأمين العام أن الاستعداد لشتاء هذا العام مختلف، وأنهم أعدوا العدة تمامًا، لكن العاصمة تغرق في شبر مية، مرة تلو الأخرى. هل من المعقول أننا لم نصل إلى الخلل بعد، وإذا لم نصل إليه متى سنصلّ؟!
هل المشكلة في طبيعة الشوارع، أم المشكلة في عدم وجود تصريف مياه يستوعب كمية الأمطار؟ من حق المواطن أن يصل إلى إجابة شافية تضع يدها على الجرح، وتصلح الخلل الذي لم يعد يحتمل التأويل أو التأجيل. مهندسون أشغال عديدون، وآخرون للبلديات، وبنية تحتية ندفع عليها الملايين، والمشكلة هي هي! ولا حلول تلوح في الأفق. سألت نفسي إن المسألة سهلة فلماذا نغرق نحن في شبر مية؟ هل لأن العاصمة وأخواتها شاخت؟ أم لأن مهندسينا نسوا ما تعلموه بكليات الهندسة فبنوا صرفاً سقيماً عقيماً أليماً لا يبتلع ماء المطر ولا حتى المياه المعدنية! هل نجد وزيرًا يقف مع عمال الشوارع ويشرف بنفسه على وضع الحلول، والوصول إلى قناعات بأن المشكلة لا يمكن أن تحل من مكتب وثير وسجاد عجمي وثريات لامعة. تعلمنا أن العمل يبدأ من الميدان.. فأين هم رجال الميدان.