آسف أنا معرفكش؟!
أطلقت في القاهرة قبل نحو 3 سنوات حملة (آسف أنا معرفكش) بهدف محاربة التسوّل، والدعوة لقصر الصدقات على المحتاجين الحقيقين فقط!
لم تنجح الحملة، وانتصر (الشحاذين) بتعاطف الناس، وكأنهم يقولون (انتو مين) أصلاً؟! إحنا اللي (ما نعرفكوش) أساساً؟!
حتى تتعرّف على خفة الدم، وتتعلم الصبر وكيف يجب أن تبتسم للحياة في أحلك وأصعب الظروف، افتح حواراً مع أحد هؤلاء، ستجده مستعداً للنقاش معك في أي حقل من حقول المعرفة أو الفن أو الرياضة، يفهم بالألوان، ويستطيع أن يقيمك هل ترتدي (حاجة أوريجنال)؟! أو أنت من رواد سوق (الخاسكية) بجده، وسوق (الكرامة) بدبي؟!
النقاش معه قد يطال سياسة (أوباما) في المنطقة، وإن الراجل ده خلا بالعالم العربي و(ما قدمش حاجة تبقى للتأريخ)، وفجأة يقول لك: الله أنت شعرك شبه شعر (عمرو دياب) حتى لو كنت أصلع؟!
بعدها يرمقك بعينه مستغرباً ما قدمته له من مال (ايه الفكة دي)؟! وقد تسمع كلاماً يعكس حقيقة مظهرك ولبسك وهو يغادر (روح وأنت شبه سيخ الكباب)!
المتسوّلون في منطقة الحسين بالقاهرة، ظاهرة فريدة على مستوى العالم، من لم يتعامل معهم فاته الكثير من (الحس الإنساني) والمعرفة بطبائع البشر، هنا تدفع نقودك وأنت تضحك مع الفقراء من الرجال والأطفال والنساء رغم كل معاناتهم، لأن هناك من يتسوّل بفنه، وهناك من يعزف على العود ويبيع الألحان، تلتقط أذنك أحدث 10 نكت سياسية من النوع (الساخن)!
بمجرد اكتشاف أنك سائح مهموم وهربان من بيتك ومن بلدك بسبب (المدام ونكدها)؟!
تنهال عليك الدعوات (ربنا ينولك إللي بالك)؟! ربنا يجوزك وحده زي (كارداشيان)، وهنا قد يأتي صوت معارض (كاردشيان) إيه يا روح أمك؟! ربنا يجوزه وحده زي (فيفي عبده)!
هنا تشتعل خناقه (وأنت في النص)!
بعد أن تهدأ الأمور تكتشف أنك (اتلطشت يا بشا)؟!
حتماً ستتذكر المتسوّلين في شوارعنا وكيف (أنهم على الصامت) دون أي نقاش؟! ينظر إليك وتنظر إليه، تعطيه شيئاً أو راح للي بعدك، المتطور منهم يقدم ورقه تقرأها وتفهم المطلوب، وقد تقول له (آسف أنا معرفكش)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com
