فاصلة:
((في البحر الهادئ يصبح الجميع ملاحين))
- حكمة لاتينية -
ليس سهلاً أن تكون صديقًا لأبنائك لكنها مهمة جميلة تستحق العناء.
أن تكون صديقًا لأبنائك يعني ألا تستند على سلطتك سواء كنت أبًا أو أمًا، فهذه من أهم الأخطاء التي تفسد العلاقة بين الطرفين.
في الصداقة بيننا وبين أولادنا نتعلم معنى الديموقراطية في حال اختلفنا في الحوار، ومعنى الاعتذار في حال أخطأنا، ومعنى الثقة في حال احتجنا إلى المشورة.
الثمن الذي ندفعه لأجل بناء علاقة صداقة مع أطفالنا صغارًا، ثمَّ إذا كبروا ليس ثمنًا باهظًا مقابل ما نحظى به من حميمية في العلاقة لا يمكن أن نجدها في علاقة أخرى.
في طريقك نحو تنفيذ قرارك أن تكون صديقًا لأبنائك لا بد أن تمر بك لحظات تقف فيها حائرًا بين دورك الأساسي كأب أو أم ودورك الذي تود ممارسته كصديق، وهو بلا شكَّ اختبار حقيقي لقدرتك على تحمّل هذا النوع من الصداقة التي إن نجحت فيها استطعت أن تكسب ثقة أبنائك.
ثقة الأبناء فيك هي أجمل ما في نتاج هذه العلاقة حيث يصبح الابن واثقًا في قدرتك على توجيهه كصديق وليس كصاحب قرار ومسيطر.
صداقة الأبناء كنز لا يشعر به الوالدان اللذان ما زالا يعتقدان أن التربية هي صنع نسخة مكررة منهما عن طريق الأبناء، وإن مسؤوليتهما أن يصنعا أبناء لا يخطئون أبدًا.
مع أن التربية في أبسط معانيها هي أن تعطي الأبناء حقهم من التقدير لذواتهم والحب غير المشروط.