ما لم يتحرك العرب والأسرة الدولية لوقف عبث الإيرانيين وعملائهم في إيران وسورية ستتعرض المدن اللبنانية الواحدة بعد الأخرى إلى العبث الإرهابي الذي يثيره عملاء نظام الملالي في إيران، بعد أن يفتعلوا الأحداث التي تتيح لهم إشعال المواقف وصولاً إلى الاقتتال. ففي طرابلس يفتعل عملاء إيران ممن ينتمون إلى الحزب العربي الديمقراطي المقفل على أبناء الطائفة العلوية الذين بدؤوا يتسربون إلى عاصمة الشمال قدوماً من مدن الساحل السوري أبان هيمنة المخابرات السورية على الشأن اللبناني ويبدؤوا في الإقامة على منطقة جبل محسن. والذي يعرفه الجميع أن منطقة طرابلس تعد إحدى المناطق التي كانت شبه مقفلة على أهل السنة، إلا أن المخابرات السورية يوم أصبحت الآمرة الناهية في لبنان تحت غطاء (قوة الردع العربية)، وضعت خطة بعيدة المدى في جلب وتشجيع العلويين من القدوم والإقامة في مدينة طرابلس والتجمع في جبل محسن، مكونين (جيتو) خاصاً بهم أخذ يكبر ويتسع برعاية السوريين الذين كان ولا يزال يديرهم حكم العلويين الطائفي. ولأن الطرابلسيين مؤيدون وداعمون للثورة السورية، فقد أعطيت التعليمات لعملاء النظام السوري من أعضاء الحزب العربي الديمقراطي وجميعهم من العلويين إلى استفراز الطرابلسيين، بل وحتى مقاتلتهم، فقام هؤلاء العملاء برفع أعلام نظام بشار الأسد على بناياتهم ومنازلهم مما دفع الطرابلسيين إلى رفع أعلام الثورة السورية، وليبدأ بعدها استهداف علم كل جهة ثم تندلع المعارك ليسقط سبعة قتلى في محيط القتال بين التبانة وبين جبل محسن.
طرابلس واحدة من المدن اللبنانية التي ابتليت بتسرب عملاء نظام ملالي إيران، ومثلها صيدا التي افتعلت فيها مليشيات حسن نصر الله معركة ورطت فيها أنصار أحمد الأسير الذي أتهم بالتعرض لحاجز عسكري تابع للجيش اللبناني، فبدأ بعدها معركة ضد أنصار أحمد الأسير الذين كانوا موجودين في جامع بلال بن رباح وليتعرضوا لهجمة عسكرية شاركت فيها عناصر مليشيات حسن نصر الله.
صيدا أصبحت تحت سيطرة مليشيات حسن نصر الله، وبالتالي أصبحت أحد منافذ نظام ملالي طهران وبمساعدة قوات الجيش، والآن تفعل اللعبة نفسها مع طرابلس، وغداً مع مدينة لبنانية رابعة، إذ سبقت كل ذلك بيروت التي تعرضت لهجمة إرهابية عندما اجتاحتها تتر حسن نصر الله، ومطار بيروت تحت سيطرة مليشياته، والطريق الذي يصل إلى المطار تحت سيطرتهم، ولهم مربعهم الأمني في ناحية بيروت الجنوبية، وهناك مدن ومناطق لبنانية تحت سيطرتهم، وهم مستمرون في فرض وصايتهم وهيمنتهم. وهناك خشية من تعرض مدن (سنية) إلى اعتداء أو افتعال معارك للسيطرة عليها، وأكثر هذه المدن خشية من تعرضها للاعتداء مدينة مرسال الحدودية.
كل هذا يتم بعد أن استباحت إيران كل أراضي لبنان، بعد أن فعلت ذلك في سوريا والعراق، وسوف تواصل قضمها وبسط نفوذها على باقي الدول العربية، لأن العرب صامتون، والجامعة لا تقوم بدورها، فيما المجتمع الدولي يدعم هذا التمدد الإرهابي وسط تواطؤ الغرب والشرق معاً.