مباراة الهلال والنصر.. أو النصر والهلال، حتى لا يغضب النصراويون بتقديم الغريم، إلا أنه الأحق لأنه المضيف حسب جدول الدوري.
المهم، الهلال والنصر في الرياض غير، يقولون عنه (ديربي) وديربي الرياض متعة وحرقة دم، وارتفاع ضغط، وزيادة في معدلات نسب السكر في دماء المشجعين وأسرهم... أما لماذا الأسر؟.. فإن الأمهات يرفعن أيديهن بالدعاء لمؤازرة أبنائهن الذين يرينهم يمرضون إن لم يفز فريقهم.
متعة أخرى لمباريات النصر والهلال، هي خلو الشوارع من السيارات وإن ازدحمت بعد نهايتها فكلا الناديين لهما من المشجعين والأنصار ممن يطلقون لسياراتهم العنان تنهب أسفلت الشوارع.
المهم ليلة أمس الأول كانت متعة كروية ما بعدها متعة، وكانت ممتعة أكثر للنصراويين، وأنا منهم لأن الحظ هذه المرة توقف أمام الفعل الجيد والتكتيك المتقن.. كسعودي وكرياضي قديم لدي ملاحظتان أمس الأول لأول مرة تحصلان في الملاعب السعودية.
أولاً: إن النصر فاز أمس بلاعبيه السعوديين، وهذا يُسجل لـ(السعودة) وإن جاءت على طريقة (مكره أخاك لا بطل)، لكن النصراويين كانوا أبطالاً ليلة أمس الأول لأنهم أعتمدوا على (أولاد) الديرة، مجسّدين المبدأ الذي سنّه الرمز التاريخي للنصر الأمير المرحوم الفقيد عبد الرحمن بن سعود، (النصر بمن حضر)، وفعلاً حقق أبناء النصر من السعوديين، ولاعب خليجي بحريني هو من أبناء الخليج ومن أهلنا.. أما من خانوا المهمة في ليلة الموقعة من البرازيليين فلا شك أنهم يعضون أصابع الندم بعد أن ضاعت عليهم خمسون ألف ريال، وهؤلاء لا يهمهم إلا المال...!!، ولنا أن نشكرهم لأنهم حرروا السهلاوي والراهب ونور من مقاعد البدلاء، فسطّروا فنهم على أرض الملعب وأثبتوا أن إخلاص ووطنية اللاعب السعودي أفضل من خبرة ومهارة اللاعب المستورد.
أما الملاحظة الثانية، وهي التي تحصل نادراً في ملاعبنا فهي تكتيك مدرب النصر السيد كارينيو الذي استعمل أسلوب الصد الدفاعي عبر مثلث المحور الثلاثي الذي ألغى خطورة نيفيز لاعب الهلال، فيما تكفل المثلث الثاني عمر هوساوي ومحمد حسين وخالد الغامدي وحسين عبد الغني، بمهمة تنظيف العمق الدفاعي والأطراف، دفاع متدرج بأسلوب المثلثات، وهو ما يُعد درساً في التكتيك.