شن الطيران السوري أمس الأحد غارة جديدة هي الثانية خلال 24 ساعة على مدينة الباب التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في شمال البلاد، ما أوقع سبعة قتلى على الأقل، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة منطقة السوق المسقوف في مدينة الباب مما أدى لاستشهاد سبعة مواطنين على الأقل». وأضاف المرصد الذي يستند في معلوماته الى شبكة واسعة من الناشطين في كل أنحاء البلاد أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة». وغارة السبت تسببت بمقتل 26 شخصاً بينهم سبع نساء وأربعة أطفال وثلاثة مسلحين بحسب آخر حصيلة لأن البراميل انفجرت قرب مقر لمسلحي المعارضة. وتتهم المعارضة السورية وحكومات دول غربية ومنظمات حقوقية النظام السوري بإلقاء براميل متفجرة على أهداف مدنية. ووصفت الخارجية الأميركية هذه البراميل بأنها «قنابل حارقة تحوي مواد قابلة للاشتعال يمكن مقارنتها بالنابالم». وفي غضون ذلك سقطت قذيفة هاون صباح أمس الأحد على المدرسة الفرنسية في دمشق ما تسبب بأضرار مادية لكن من دون وقوع إصابات، كما قال المسؤول في المدرسة بشير عنيز لوكالة فرانس برس. وقال المسؤول «سقطت قذيفة حوالى الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي على مدخنة أحد الصفوف. لم يصب أحد لكن تحطم الزجاج وتصدعت جدران». وقالت ممرضة المدرسة الين فرح إن التلاميذ كانوا في الصف حين سقطت القذيفة وهم «15 طفلاً عمرهم خمس سنوات». وأضافت «إنها أعجوبة بأنه لم يصب أحد لا من التلاميذ ولا من المعلمين او الموظفين». وقالت «الجميع كانوا يبكون وانتابهم الخوف. قمنا بنقلهم الى الملجأ تحت الأرض». مشيرة الى أن دوي الانفجار كان «قوياً جداً». وتابعت أن «إهالي التلاميذ قدموا لاصطحاب الأطفال» بعد ذلك. وقال مصور وكالة فرانس برس إن كل الأطفال عادوا مع أهاليهم وكان موظفو المدرسة فقط لا يزالون موجودين فيها بعد ثلاث ساعات على وقوع الانفجار. ومدرسة شارل ديغول الواقعة في منطقة المزة الراقية في غرب دمشق هي آخر مدرسة أجنبية لا تزال تفتح أبوابها في العاصمة. وتضم حوالى 220 تلميذاً فيما كانت تضم حوالى 900 قبل اندلاع النزاع في سوريا. ويرتادها تلاميذ سوريون وكذلك أولاد الأجانب القلائل الذين لا يزالون في البلاد رغم النزاع الدموي المستمر منذ 32 شهراً بين النظام السوري ومسلحي المعارضة. ويطلق مسلحو المعارضة في القواعد اللفية بضواحي دمشق بانتظام صواريخ وقذائف هاون على وسط العاصمة. لكن وتيرتها تزايدت في الأسابيع الماضية. من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «أن إيران ستحضر مؤتمر جنيف2 إذا وجهت إليها دعوة للمشاركة، ولكن لن نقبل بفرض أي شرط للحضور»، لافتاً إلى أن مشاركة بلاده ستساعد على إيجاد حلول والتوصل إلى تسوية للأزمة السورية، وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد بمقر وزارة الخارجية الكويتية أمس بمناسبة زيارة ظريف للبلاد للمشاركة في الدورة الثانية للجنة المشتركة بين البلدين، «إن مستقبل سورية ينبغي أن يحدده أبناء الشعب السوري، وما من سبيل لهذا الخيار إلا عن طريق اللجوء إلى صناديق الاقتراع»، موضحاً أن «اتفاق جنيف مع الدول الكبرى لا يحقق كل أهدافنا ولا كل أهداف الطرف الآخر». وحول موعد زيارته الى الرياض، قال الوزير الإيراني «لم يحدد حتى الآن موعد لزيارتي الى الرياض»، مؤكداً أن «المملكة العربية السعودية بلد مهم ومؤثر ويمكن أن نتعاون معاً لتطوير المنطقة». وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية «إرنا» الرسمية في وقت سابق أن ظريف سيلتقي خلال زيارته للكويت عدداً من المسؤولين ليتبادل معهم وجهات النظر بخصوص العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة والقضايا الدولية، فضلاً عن حضوره اجتماع اللجنة المشتركة. ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني عقب زيارته لدولة الكويت إلى سلطنة عمان للتشاور مع المسؤولين في مسقط بشأن العلاقات الثنائية، وكذلك التطورات علي الساحتين الإقليمية والدولية. يشار إلى أن هذه هي الزيارة الثانية لوزير الخارجية الإيراني لدول المنطقة خلال الأشهر الماضية. وأن العراق البلد الأول الذي زاره ظريف عقب توليه حقيبة الخارجية في حكومة الرئيس حسن روحاني.