صدمة كبيرة أصابت متابعي الرياضة في المملكة والخليج، بعد قراءة اللقاء الذي أجرته إحدى الصحف مع الدكتور عبد اللطيف بخاري، وبعيداً عن أي دراسات يدعيها ولجنته الإستراتيجية، إلا أن إرجاع الإنجازات الكبيرة التي حققها المنتخب السعودي للصدفة، مدعاة للسخرية، للأدلّة التالية:
أولاً: أن الصدفة لا تأتي سوى مرة واحدة أو مرتين، لكن أن تتكرر على نحو متتابع لأعوام كثيرة، فالمنتخب السعودي شارك في نهائيات آسيا وفاز بها ثلاث مرات في عام 84م و88م و 96م وحقق الوصيف ثلاث مرات أيضاً في عام 92م - 2000م - 2007م، بمعنى أنه لعب المباراة النهائية ست مرات، وهذا إنجاز غير مسبوق لكافة المنتخبات الآسيوية طوال 23 عاما، والمنتخب السعودي بطل أو وصيف البطل، وفي كأس العالم شارك المنتخب السعودي في النهائيات أربع مرات متتالية 94م - 98م - 2002م - 2006م، هذا عدا المشاركة في بطولة تحقيق كأس العرب مرتين وكأس الخليج ثلاث مرات وكأس العالم للناشئين وكأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة وبطولة التضامن الإسلامي، كذلك تسيّد الأندية السعودية في البطولات الآسيوية.
ثانياً: يزعم الدكتور بخاري أن تحقيق الإنجازات السابقة لم يكن وفق ضوابط وخطط مدروسة ولم تعتمد على خطط استراتيجية، وأن الدراسات التي قام بها أثبتت أنها نتيجة الحظ فقط لا غير، ونحن نؤكد له أن المسئولين عن الرياضة في تلك السنوات التي شهدت كل تلك الإنجازات سواء صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - ووجه السعد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، وكافة الكوادر والقيادات التي كانت تقوم بعملها بكل اقتدار، وساهمت مع الخبرات الإدارية والتدريبية العالمية والتي تم التعاقد معها، إضافة إلى تأهيل العديد من المدربين الوطنيين أمثال خليل الزياني ومحمد الخراشي وناصر الجوهر، والذين حققوا مع المنتخبات السعودية البطولات الكثيرة.
ثالثاً: يحاول الدكتور أن يوحي خلال حديثه أن القيادة الرياضية (أصحاب السمو الأمراء)، كانت هي الآمر الناهي وهي التي تفرض رغباتها وبرامجها وإرادتها، وهذا غير صحيح، ومن يريد أن يعرف كيف كان يدار العمل في اتحاد الكرة والمنتخبات السعودية، يسأل الأستاذ أحمد عيد أو الأستاذ علي داود أو الكابتن فهد المصيبيح، عن طبيعة العمل الذي كان يتم وعن الخطط والنظرة بعيدة المدى لكافة المنتخبات والأندية السعودية، والدكتور بخاري يعتقد أنه الكفاءة الوحيدة التي دخلت الرياضة السعودية وكل ما كان في السابق من إنجازات كان بمحض الصدفة، ونحن نقول إننا بانتظار إنجاز واحد فقط، ولا بأس أن يكون الصدفة أيضاً، نتيجة الاستراتيجيات والبيئة الجديدة التي يدّعي بناءها من (الوطنيين) وكأن كافة القيادات السابقة غير وطنية، وسيعرف هو قبل غيره الفرق الكبير بين التنظير والكلام عن الاستراتيجيات وبين الواقع، وعندما يحين موعد الحقيقة سيرى الإخفاق ظاهراً أمامه، خصوصاً وأنه أنكر أن الإنجازات هي نتيجة تراكم النجاح في سنوات ماضية، وكان يجب على الدكتور البخاري الثناء عليها وعدم «جحدها» بهذا الأسلوب الذي ينم عن جهل وحقد أعمى، واتهامات كاذبة لقيادات حملت الرياضة السعودية إلى منصات التتويج وشهدت لها الدنيا بذلك.
وأخيراً .. يبدو أنّ الدراسات التي يجريها الدكتور البخاري، كانت تُعَد في عالم آخر، ولا يجد لها صدى إلا عند من هم على شاكلته، الذين يؤمنون بمبدأ (خالف تُعرف)، وأذكِّره بقوله تعالى {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ}.