افتتح صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة (سابك)، أحدث مراكز (سابك) للتقنية والابتكار على مستوى قارة آسيا، «مركز (سابك) التقني»، الذي تم إنشاؤه في ولاية بنغالور الهندية، باستثمار مبدئي بلغ 100 مليون دولار أمريكي. وذلك في حفل رسمي أقيم أمس في مبنى المركز الجديد، حضره المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة سابك الرئيس التنفيذي وسفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور سعود بن محمد الساطي.
ويمثل المبنى الذي شيّد على مساحة 187 ألف متر مربع. خطوة نوعية جديدة تؤكد التزام (سابك) بالابتكار والإبداع في الهند والعالم، ومنشأة متميزة تضاف إلى منظومتها البحثية والتقنية البالغ عددها 17 مركزاً حول العالم، ومنارة معرفية تضم أكثر من 300 متخصصاً من نخبة العلماء والمهندسين والفنيين في الهند. وخلال ترحيبه بالحضور من كبار الشخصيات المشاركة في حفل الافتتاح، يتقدمهم حاكم ولاية بنغالور وممثلو الجهات الحكومية من وزراء ومسؤولين رسميين، إلى جانب كبار الشخصيات في الولاية، قدّم سمو الأمير سعود شكره العميق وتقديره البالغ للجهود المبذولة من قبل كافة المسؤولين في الهند خلال مراحل تشييد هذا الصرح المعرفي والحيوي المتطور، مشيداً بالدعم الذي لقيه المشروع على كافة المستويات الوطنية والحكومية في الهند، خاصة دعم السلطات المحلية لولاية بنغالور.
وقال سموه: نشعر بفخر بالغ للالتقاء معكم اليوم، وبوجودنا في مدينة يشهد لها العالم أجمع بأنها مركزاً تقنياً متقدماً وضعت الهند في مكانة متميزة على خريطة الابتكار التقني والإبداع العلمي والبحثي المتقدم. وإننا في المملكة العربية السعودية نقدّر التاريخ العريق للعلاقات المشتركة والمتينة مع الهند، حكومة وشعباً، ونؤمن بشكل راسخ بقدرات الهند على المضي نحو المستقبل، ومواصلة تسجيلها لنمو متسارع كدولة حديثة ومتقدمة تضع ضمن أعلى أولوياتها تحقيق شراكات جوهرية ونوعية مع العالم أجمع، فأصبحت السوق الهندية ذات أهمية إستراتيجية لنا في المملكة، مقارنة بالأسواق الأخرى في القارة الآسيوية، ما جعل استثماراتنا فيها تتمتع بدرجة عالية من الموثوقية والتميز.
واعتبر سموه أن جوهر رؤية (سابك) للنجاح في مشروعاتها لدعم الابتكار والإبداع المعرفي «يرتبط بتعزيز الشراكات والتعاون ما بين الحكومات والهيئات العلمية التي تضم نخبة العلماء والمتخصصين، وكذلك ما بين قطاع الأعمال بما ينعكس إيجاباً لتعزيز دور المعرفة في حياتنا، والتعريف بالحلول والابتكارات التقنية الجديدة. وهذا ما يتحقق فعلاً، حيث تتمتع (سابك) اليوم بعلاقات وثيقة ومتميزة مع زبائنها في قطاع البتروكيماويات، ومع شركائها في قطاع الأعمال الذين يشاركون (سابك) في طريقها نحو مزيد من النجاح والنمو المشترك، واليوم يشاركنا زبائننا وشركاؤنا مزيداً من النجاح بافتتاح هذا المركز».
وفي سياق يتفق مع ما أشار إليه سموه في حديثه، أكد المهندس محمد الماضي أن (سابك) تضع الابتكار والإبداع والشراكة في سلم أولوياتها، بوصفها شركة رائدة في ابتكار وتطوير الحلول التقنية المبنية على المعرفة، بما ينسجم وقدرتها على تطوير فهم أعمق يواكب احتياجات زبائنها وأعمالهم المتغيرة. وأكد الماضي أن المركز يشكل جزءاً مهماً من منظومة (سابك) البحثية حول العالم، حيث يُجري العلماء في هذا المركز عمليات بحث متطورة لتوفير مواد ستستخدم في خدمة الجيل المقبل من التقنية لمختلف قطاعات الأعمال، بما في ذلك: البناء، والطاقة النظيفة، والأجهزة الكهربائية، والإلكترونيات، والأجهزة الطبية، والنقل. مضيفاً أن هناك مبادرات أخرى تشمل تصميم مواد بناء صديقة للبيئة، وتسهم في الحد من البصمة البيئية، فضلاً عن تطوير منتجات أخرى صديقة للبيئة تستجيب لاحتياجات العالم.
وخلال حفل الافتتاح الذي حضره عدد كبير من كبار المسؤولين، والزبائن، والشخصيات الأكاديمية، وشركاء الأعمال والموظفين، يتقدمهم كضيوف شرف، كل من: حاكم ولاية كارناتاكا الدكتور هانز راج بهارداوي، ووزير شئون الأقليات شري رحمن خان، ووزير الدولة الهندي لشئون الكيماويات والأسمدة شري سريكانت كومار جينا، الذي تحدث قائلاً: ستعزز استثمارات (سابك) في بنغالور العلاقات الراسخة والطويلة الأجل بين الهند والمملكة العربية السعودية، ولذلك، فإننا نرحب بالمزيد من التعاون مع شركات أخرى من المملكة.
ويتزامن تشييد (سابك) لمركز بنغالور مع اقتراب افتتاح مركز تقني آخر في الصين، حيث من المقرر أن يتم ذلك في بداية شهر ديسمبر المقبل. وسيمثل هذان المركزان إضافة نوعية لمركزي تطوير التطبيقات في موكا باليابان، وسيونغنام بكوريا الجنوبية. ليصل عدد المراكز التقنية التابعة لشركة (سابك) حول العالم 17 مركزاً، بما فيها المراكز الواقعة في المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، وهولندا، وإسبانيا . وتعليقاً على ذلك، قال أرنستو أوشيلو، نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار في (سابك): نعمل على استقطاب أفضل المواهب التي تمتلكها الهند والصين لرسم جهودنا المستقبلية على مستوى البحث والتطوير.. ويضم كلا المركزين مجموعة كبيرة من الكفاءات المحترفة والمتخصصة، ما يُعد مؤشراً على حرص (سابك) لأن تكون الشريك التقني المفضل لزبائنها في آسيا، ووجهة العمل المفضلة التي تستقطب أفضل المواهب في تلك المنطقة.
واعتبر نائب الرئيس لشركة (سابك) في جنوب آسيا وأستراليا رامانوجالو جاناردهانان، أن إطلاق مركز (سابك) التقني في بنغالور يعكس بوضوح التزام (سابك) تجاه أعمالها في الهند، ويشكل إنجازاً بالغ الأهمية بالنسبة للشركة. وأضاف: «سيلعب المركز دوراً محورياً في تقديم منتجات وحلول متطورة للجيل القادم، فضلاً عن استقطاب المواهب المحلية، واستقدام الخبرات إلى المملكة، بما في ذلك العلماء والمهندسين العاملين في الخارج». يذكر أن مركز (سابك) التقني في بنغالور الهندية تم تصميمه وفقاً لمعايير تحقق مفهومي البيئة والتنمية المستدامة، وتوافق في تصميمه مع معايير «الريادة في تصميم الطاقة والبيئة (ليد)». ويتميز هذا المرفق التقني بانخفاض نسبة استهلاكه للطاقة والمياه. وتلتزم (سابك) بدعم العديد من المشروعات المجتمعية، ورعاية مبادرات المسؤولية الاجتماعية في المناطق المحيطة بالمركز.