يمتلك نواف العابد لاعب وسط فريق الهلال موهبة عظيمة في كرة القدم, ويجزم بذلك المتابعين للشأن الرياضي من فنيين وإعلاميين ونقاد, بل إن الغالبية يصفون العابد بأنه من اللاعبين القلائل الذين أعادوا لنا بعض من ذكريات لاعبي كرة القدم القدامى من أمثال الفيلسوف يوسف الثنيان, ولكن العابد ومع كل أسف لم يستغل تلك الموهبة التي حباها الله له كما ينبغي, حيث شاهدنا مستوياته متذبذبة خاصة في الفترة الأخيرة, ولم يعد نواف العابد الذي كان الجميع يراهن عليه في سنواته الأولى، خصوصا بعد تجديده للعقد مع فريقه الهلال مطلع الموسم الحالي.
لا شك أن هناك أمراً ما حدث للعابد أما فنياً أو نفسياً أو بدنياً, وقد تكون جميعها, فمن يشاهد العابد وهو ضائع في وسط الميدان وأغلب كراته خاطئة سيتأكد بأن العابد ليس عابد الهلال قبل سنوات قليلة, والواضح بشكل جلي أن اللاعب يعاني كثيراً وعليه أن يدرك أن مستواه من جراء تلك المعاناة في انحدار خطير, وتلك مسؤولية تقع على عاتق اللاعب أولا وثانيا وثالثا, فهو المعني بالأمر وهو يعرف ماذا يحدث له ولماذا تراجع مستواه بشكل مخيف مما قد يتسبب في جلوسه على مقاعد البدلاء لفترة من الزمن، خاصة أن المركز الذي يلعب فيه يعج بنجوم كثر يأتي في مقدمتهم عبدالعزيز الدوسري الذي ينتظر الفرصة على أحر من الجمر.
انحدار مستوى نواف العابد وهبوطه بشكل حاد لن يتضرر منه إلا اللاعب نفسه, وعليه أن يعي جيداً أن الهلال لن يتوقف عنده، ويشهد بذلك التاريخ الذي حفظ لزعيم آسيا تلك الميزة, ولكن حرص الجمهور الهلالي على نجمه جعله يطالبه بإعادة النظر في مستواه, ونحن كمتابعين لا يهمنا إلا عودة نجم الأخضر لمستواه الحقيقي, فغيابه عن التشكيلة الأخيرة للمنتخب السعودي جعل المتابعين يفتقدونه ولكن العقلاء الذين يبتعدون في أحكامهم عن العاطفة حينما عادوا لمستوياته الأخيرة أيدوا مدرب المنتخب السعودي في قراره الذي وصفوه بالصائب, بل إنني لم أر أي إعلامي محسوب على نادي الهلال يطالب بضم العابد وذلك بسبب معرفتهم المسبقة وإدراكهم بأن اللاعب يعيش في تراجع خطير.
أما إن الحقيقة المرة التي لا بد أن يعرفها العابد هي تراجع شعبيته الجماهيرية التي كانت في سنوات ماضية تفوق الخيال, ولكن اللاعب وبمستوياته الباهتة أصبح مجرد اسم لا يقدم ولا يؤخر رغم امتلاكه للكثير, ولكن «تصرفاته» جعلت منه لاعبا عاديا في نظر المحبين والمحايدين.