التقارب الأمريكي الإيراني والدول الخليجية!!

التقارب الأمريكي الإيراني الذي يسلك الآن مسلك العلاقة ومن ثم التحالف سيفضي في نهاية المطاف إلى تنفيذ الوثيقة السرية أو العرض السري الذي قدمته إيران بعيد سقوط النظام العراقي العام 2003 مقابل الخدمات الجليلة التي قدمتها لأمريكا في احتلال أفغانستان والعراق والتي تتلخص في الاعتراف بإسرائيل كدولة ووقف الدعم عن حزب الله اللبناني مقابل منح الدولة الإيرانية الوصاية على دول الخليج العربي والاعتراف بها كقوة إقليمية شرعية.

تنفيذ الوثيقة السرية يهدد وجود الدول الخليجية وهذا ما أدركته المملكة العربية السعودية التي تعتبر بمنزلة الذراع السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي وتجلى ذلك في رفضها لعضوية مجلس الأمن الدولي وتغيير مسار سياستها الخارجية وخطابها السياسي وتمهيد الطريق أمام تحسين العلاقات مع الاتحاد الروسي التي تأثرت بسبب الأزمة السورية كما سعت إلى عرقلة المفاوضات النووية ما بين الجمهورية الإيرانية ومجموعة 5+1 من خلال استخدام الفيتو الفرنسي في محاولة تتم قراءتها بأنها تأتي من أجل شراء المزيد من الوقت.

دول مجلس التعاون الخليجي في ظل التقارب الأمريكي الإيراني المتزايد بوتيرة سريعة مجبرة على التحرك من أجل المحافظة على وجودها واستقرارها وأمنها وصد الطريق أمام الهيمنة الإيرانية وأولى هذه الخطوات السعي إلى تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المتضمنة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد. كما يجب على الأنظمة الخليجية أن تعي جيدا أن الاتحاد هو الضمان الوحيد لاستقرار الدول الخليجية خاصة في ظل المتغيرات التي تمر بها المنطقة حتى وإن كان الانتقال إلى الاتحاد ما بين دولتين أو أكثر كمرحلة أولية أضف إلى ذلك أن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيد من العراقيل أمام تنفيذ خطوة الانتقال التي سوف تكون فيما بعد غير قابلة للتطبيق حتى وإن كان هناك إجماع على ذلك. كما أن المرحلة القادمة تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي وجود قوة عسكرية مشتركة قادرة على حماية المنطقة الخليجية من أي خطر وصياغة سياسة موحدة لمواجهة أي تغييرات قادمة.

الجمهورية اليمنية يجب أن تكون حاضرة في حسابات دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التقارب الأمريكي الإيراني إذ لابد من تكثيف الدعم لليمن حتى يتسنى له الخروج من مستنقع المرحلة الانتقالية الذي لا يزال يعيش بداخله منذ الثورة اليمنية ومساعدته في بناء جيش قوي يكون قادرا على حماية البلاد وصد الطريق أمام المحاولات الإيرانية المتكررة بين الفينة والأخرى في استخدامه كذراع عن طريق الجماعة الحوثية لزعزعة استقرار الدول الخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية.