البرنامج النووي يعد بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمثابة أمن قومي ومن غير الممكن التفريط في ذلك حتى وإن كانت هناك تصريحات بعدم وجود النية لامتلاك السلاح النووي، وما حدث من أحداث في الآونة الأخيرة بخصوص البرنامج النووي الإيراني لا يمكن قراءة الموقف وأسبابه بعيداً عن الاتفاق الروسي الأمريكي، فعندما أقدمت روسيا على تجريد حليفها النظام السوري من القوة الباقية لديه المتمثلة بالسلاح الكيماوي والتي من الممكن أن تلعب دوراً في إنقاذه أحست إيران حينها أنها قد تكون المحطة التالية في مسار الاتفاق الروسي الأمريكي.
الانفتاح من جهة إيران ليس إلا مناورة لكسب المزيد من الوقت والخروج من دائرة العقوبات الاقتصادية الدولية، الأمر الذي سوف يعجل من امتلاك إيران للسلاح النووي، وبذلك لن يكون أمام أمريكا فيما بعد القيام بأي شيء حيال ذلك ويصبح الموقف اتجاه إيران كما هو الآن اتجاه كوريا الشمالية، خاصة وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أن إيران أمامها سنة واحدة فقط حتى تتمكن من امتلاك السلاح النووي.
أما عن الانفتاح من جهة أمريكا فيمكن معرفة أسبابه من خلال النظر إلى تصريحات الرئيس السابق لهيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال المتقاعد هيو شيلتون المتضمنة أن دول الخليج شكلت بجانب مصر حلفا جديداً وابتعدت بذلك عن واشنطن.
من هنا نجد أن انفتاح أمريكا على إيران يأتي كرد فعل على ذلك ومحاولة لاستفزاز الدول الخليجية المشتركة في الحلف الجديد ورسالة مفادها أن البديل موجود.
إن الانفتاح الأمريكي الإيراني، وبالنظر إلى ما ترمي له الأطراف من تحقيق لمصالح معينة كل على حدة، نجد أنه لن يفضي إلى وجود علاقة بقدر ما يكون مسألة وقت وتعود العلاقات الأمريكية الإيرانية كما كانت عليه طيلة عقود أربعة.