سبحان الله الذي خلق العيون، سبحانه في خلقها، شأنه في خلق كل ما في الكون سبحانه..
تنظر أنت من عينين لترى كلّ العيون،...
صغيرها وكبيرها، واسعها وضيِّقها، حادّها وليِّنها، رحيمها وقاسيها،..
وللعرب في وصف العيون قوائم...
لكن، هل هي هذه العيون بألوانها المختلفة، وأحجامها، وأشكالها، ورموشها، وجفونها هي التي ترى الأرض التي بسطت أمامها، بكل مقدراتها من الطبيعة، والبشر، والجماد، والدواب، وما صنع الإنسان من البناء والطرق والمنيف والمنبسط..؟!
أم أنها هذه العيون ترى ظاهر الكون، لكنها هي بوابة البصائر..، وما تخفي الصدور من قلوب قال فيها خير من قال، وأعظم: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} 46 الحج..؟؟!!
فلئن أبصرَتْ المحسوسَ، والملموسَ كلُّ هذه العيون التي في الرؤوس، في كلِّ ما في مخلوقات الله التي تراها في فضاءات إبصارها، هل كلُّ البصائر في قلوب أصحابها تُبصر معها ما ترى..؟
بمعنى الإيجاب في الإجابة عن سؤال: هل تنطبق معاً البصيرة، والبصر في الإنسان بجلاء نور الرؤية الخارجية للعين في أيِّ إنسانٍ..؟؟
لو كان الأمر كذلك، لكان صنيع الإنسان، بكل مواقفه، وأدواره في مجتمعه، مخالفاً، ومناقضاً لما يحدث على أرض واقعه المفعم بظلام بصيرته..، وانفصال بصره عنها،.. على مستوى جميع فئات المجتمع البشري، وأدوارهم، ومسؤولياتهم..، ومؤسساتهم التي يسيرها فيحصد ثمارها، أو يحصد خيباتها أرباب العمل أنفسهم، والعاملون فيها في كل مستوى من مستويات تدرج هرمها..!
إنّ الذين في رؤوسهم عيون، وهم ممن يملك السلطة في عمله، ولا ترى بصائرهم ما ترى عيونهم كثر، بل أغلبية،... ولنأخذ الحكام الطغاة الذين مروا بالبشرية، وفيهم المثل الأقرب «بشار الأسد»، و»قوى الإفساد» في مصر، ونقارن مدى ما ترى عيونهم، وكيف تفعل بصائرهم..؟ فما الذي تراه عيونهم في صنيعهم..؟ وكيف على قلوبهم أقفالها..؟
الإنسان على الأرض يفتك بالإنسان جراء عدم تطابق بصره مع بصيرته، فليست كل العيون التي ترى في البشر، بصائرُ أصحابها ترى، فانعدام رؤية البصائر مَهلكة..، ومَحرقة.، ومَفسدة..!