أمس جاء خبر إيقاف وزارة الصحة عدد (55) منشأة صحية، و(11) منشأة صيدلانية عن العمل يحمل تصريحا يتسم بأن الوزارة بجدية تتابع مايخصها، وتضع اليد على المخالفات النظامية، والطبية في مرافقها، مما يتوقع معه أن يصفق لها المواطنون الذين كثيراً ما ذهبوا ضحية عجز المصحات، وتفاقم الأخطاء الطبية فيها، لعدم كفايتها في تقديم خدمة سريعة للحالات المختلفة، وضيق إمكاناتها لاستيعاب المزمنة، سواء فيما يتبعها من مصحات ليست متاحة لأي فئة، وليست على كفاءة تامة في مدينة، أو قرية، أو بادية، في حين يتجه المضطر وهم الأغلبية، للتطبب في المنشآت الصحية الأهلية، وهم يعانون مضطرين لبذل المال الذي تكلفهم به قائمة هذه المصحات، حيث مجرد ما تستلم المريض تفتح له فما يلتهم جيبه،ويقضي على ميزانيته، فلا يكاد يستطيع مواجهة علاجه،وأموره الحياتية الأخرى، تتكسب هي وأطباؤها من هذا المريض...
لذا لم أفرح لهذا الخبر، لأنه جاء يدين هذه المؤسسة الصحية الكبرى، إذ كيف بلغ عدد المنشآت الصحية الخاصة المخالفة (55) مصحة، و(11) صيدلية..؟ لماذا لم تكن في ضوء صرامة المتابعة،وتنفيذ الشروط منفيا، أوأقل من هذا العدد بكثير،لتصبح المخالفات مارقة بفعل الخطأ الفردي، أو الفساد محصورا في حدود ضيقة جدا..؟
ثم الأبعد، هو عدد ما رصد من مخالفات في منشآت مماثلة صحية بلغ (229) مخالفة، وصيدلانية (101) مما هو في مجال عمل الوزارة، يأتي متجاوزا، ومهما، بل مؤشرا ينبغي أن تعمل بقوة،وجدية هذه الوزارة لمحو آثاره من الأذهان، حين تتولى تطبيق عقوبات صارمة،وإجراء رقابة دائمة، وجادة، والكشف بالأسماء عن كل من يتورط في المجال الصحي بأي مخالفة من شأنها تعطيل آدائها، والتأثير في نتائجه.. بما في ذلك المنشآت التابعة لها.. ناهيك عن (179) مخالفة في الكودار المنوط بها صحة الفرد رصدتها الوزارة فكيف حدث وجودها أساسا لو أن هناك ما يحيد عن وجودها..!!
إن إغلاق (55) مصحة خاصة، و(11) صيدلية خبر لا يفرح، بل ينشئ السؤال : أين الوزارة من قبل عن هذه المنشآت حتى بلغت هذا العدد..؟
ولن يأتي ما يفرح إلا حين تتحقق جميع المواصفات المقننة لسلامة جميع المنشآت الصحية والصيدلية، كانت صغيرة محدودة الأداء، كانت خاصة،أو حكومية، أو كبيرة متعددة التخصصات ..
ولحين يتحقق ذلك، ويتمكن كل من تدب قدميه على أرض البلاد مواطنا وغير من وجود علاج مستديم في أعلى مستويات الرعاية التمكين والمجانية ومعقول المقابل..سوف تظل الكفوف في الجيوب لا تلوح بما يفرح..