جددت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة دعوتها إلى تحقيق دولي مستقل بواسطة الأمم المتحدة في هجوم على معسكرها في العراق ملقية شكوكا على مصداقية تحقيق تجريه السلطات العراقية.
وقال مسؤول عراقي كبير إن بلاده تتعقب مسلحين مجهولين قادوا هجوما على معسكر لمجاهدي خلق قرب بغداد وإن التحقيقات أكدت عدم ضلوع قوات الأمن فيه وقتل أكثر من 50 شخصا في الهجوم على معسكر أشرف في سبتمبر والذي وصفته الأمم المتحدة بأنه جريمة وحشية ونددت به الولايات المتحدة وبريطانيا.وكان لدى المهاجمين وقت كاف لتنفيذ أعمال قتل شبيهة بالإعدام وزرع قنابل. وتسعى منظمة مجاهدي خلق التي رفعتها وزارة الخارجية الأمريكية من قائمتها للمنظمات الإرهابية العام الماضي إلى الإطاحة بحكم المرشد علي خامنئي ونظامه. وتتهم الجماعة التي لم تعد موضع ترحيب في العراق في ظل حكومة المالكي قوات الأمن العراقية بالمسؤولية عن الهجوم. وقال حيدر العقيلي وهو عضو في لجنة حكومية تشرف على التحقيق في الهجوم الذي طلبته الأمم المتحدة إن الشيء الرئيسي الذي كشفت عنه التحقيقات إلى الآن هو عدم ضلوع قوات الأمن العراقية في الهجوم وإن جماعة مسلحة غير معروفة هي المسؤولة عنه. ونفت السلطات العراقية مراراً أي دور لها في الهجوم الذي اختفى خلاله أيضا بعض سكان معسكر أشرف، وتقول منظمة مجاهدي خلق إن القوات العراقية أخذتهم رهائن وإنهم نقلوا جواً إلى محافظة العمارة لتسليمهم لإيران. ونفى العقيلي تلك المزاعم مؤكداً أن صور الأشخاص الذين ترددت مزاعم بأنهم مفقودون وزعت على المطارات ونقاط التفتيش ولم تتلق السلطات أي أنباء بخصوص أي منهم. هذا ويرأس لجنة التحقيق رئيس الأمن الوطني العراقي وتضم ممثلين لوزارات حكومية وجهاز المخابرات والأمم المتحدة. وقال متحدث باسم مجاهدي خلق في باريس إن بيان العقيلي بأن الحكومة العراقية غير متواطئة في الهجوم يفتقر إلى أي مصداقية.
وأضاف المتحدث شاهين جوبادي قائلا في بيان من البداية أعلنت المقاومة الإيرانية أن التحقيق المزعوم بواسطة الحكومة العراقية يفتقر إلى أي شرعية وأنه لا يمكن في أي مكان في العالم أن يعهد بالمسؤولية عن التحقيق إلى المتهم والمشتبه به. وجدد المتحدث دعوته إلى تحقيق دولي مستقل تجريه الأمم المتحدة. وقال العقيلي إن 53 شخصا قتلوا وليس 52 كما ورد أصلا في تقرير الأمم المتحدة التي قالت إن ممثليها رأوا جثث أشخاص مصابين بأعيرة نارية وبعضهم أيديهم مقيدة. وأضاف أن القتيل الإضافي لم يعلن عنه حتى الآن لأن وجهه محروق ولم يتسن التعرف عليه من قبل كأحد سكان المعسكر.
وكان المعسكر يأوي زهاء 100 من أعضاء مجاهدي خلق وقت الهجوم. وأفاد مسؤولون بأن السلطات العراقية أصدرت 148 أمراً للقبض على أعضاء من مجاهدي خلق بخصوص جرائم ضد العراقيين منذ عام 1991 لكن لم يتم إلقاء القبض على أي منهم. وقال العقيلي إن المجموعة التي نفذت الهجوم على المعسكر كان لديها فيما يبدو الوقت الكافي لإعدام الضحايا وزرع قنابل في سيارات ونسف مبان بواسطة أجهزة تفجير عن بعد. وأضاف أن العملية كانت دقيقة ومعقدة وكبيرة وأن أعضاء مجاهدي خلق الذين شاهدوا الهجوم لم يبدوا تعاونا مع سلطات التحقيق وهو قول وصفه المتحدث باسم مجاهدي خلق بأنه حلقة أخرى في سلسلة من الأكاذيب.
كما أثار العقيلي احتمال وجود نزاع داخل المعسكر وأن بعض المهاجمين جاءوا من داخله. وقال إن من بين الاحتمالات الأخرى أن المفقودين السبعة هم المسؤولون عن الهجوم. وكان عدد أعضاء مجاهدي خلق في العراق 4174 حتى عام 2003.وقال العقيلي إن الأمم المتحدة أعادت توطين نحو ألف منهم بينما رفض 1600مقابلة مسؤولين.