ينعم المجتمع السعودي بالأمن والأمان وكلنا نفتخر بهذا ويلقن الشاب والفتاة منذ نعومة أظفارهم التربية الإسلامية الصحيحة وفق شريعتنا السمحاء المتمثلة في الكتاب وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ويمارس الجميع الشعائر الدينية في ظل تعاليم الإسلام والأحاديث النبوية التي تدعو إلى احترام الجنس الآخر وتقديم العون في حالات الضرورة لذا نشأ مجتمعنا ولله الحمد وأفراده على القيم الإسلامية التي تحترم وتراعي حقوق الغير وأصبح مجتمعنا وأفراده يحترم ويقدس الدين والعرض والنفس والمال كل يعيش بأمن وأمان في ظل توجيهات قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني.
ولكن وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تنقل كل لحظة وكل دقيقة آلاف المقاطع والأفلام التي تدعو إلى سوء الخلق وهناك من الشباب من يشاهد تلك المقاطع والأفلام فيخرج عن نطاق التعقل والاتزان وقد يقوم ببعض ما يشاهده ويطبقه في الواقع فيسيء بذلك لنفسه ولمجتمعه ويقع تحت طائلة القانون والعقاب.
إن ما حدث قبل فترة في مجمع الظهران التجاري بالمنطقة الشرقية يعتبر من التصرفات الغريبة الشاذة عن مجتمعنا والدخيلة على ثقافتنا الإسلامية حيث قام سبعة أشخاص بالتحرش على بعض الفتيات وتحرشوا بهن وطاردوهم في مواقف السيارات التابعة للمجمع التجاري.
وجاء في جريدة الشرق بتاريخ يوم الأربعاء 25 /12 /1434هـ أنه تم القبض على خمسة منهم ثم على البقية فيما بعد حيث إنهم تابعوا الفتيات في المواقف وحدث شجار بينهم وأن أحدهم اعتدى باللمس على إحدى الفتيات في المواقف وجاء على لسان المتحدث الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي أن أعمار الشباب تتراوح بين 25 إلى 27 عاماً وقد تم إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام فيما تجري التحقيقات مع الشابين الآخرين.
وقد صرح صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف أن هذا فعل مشين وهناك عقاب رادع ينتظر المتورطين كما ورد في جريدة (الشرق).
وهذا العمل المشين لا ينتمي إلى مجتمعنا السعودي مجتمع الأمن والأمان وهذا لا يعتبر ظاهرة إلا أنه يخشى من تكرار مثل هذا العمل المشين في أسواق المملكة ويجب علاجه.
لذا فإنني أهيب بعمل دراسات حول هذا الموضوع ومناقشة البواعث والأسباب في مثل مجتمعنا الذي يتميز بالانضباط هو من الأمور الضرورية في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية في مركز الدراسات وأيضاً في مراكز الدراسات الاجتماعية الأخرى التابعة لبعض الجامعات لمعرفة الأسباب الحقيقية والدوافع حتى يتم تلافيها في المستقبل.
كما يجب القيام بتوعية الشباب عن طريق خطب الجمع في المساجد وفي الإعلام المرئي والمسموع وبكل وسيلة ممكنة لتلافي مثل هذا الأمر المشين وتعريف الشباب بأن ما لا يرضاه لأخته لا يرضاه للفتيات الأخريات وأن أي فتاة سعودية أو حتى غير سعودية تعيش في كنف المملكة مجتمع الأمن والأمان هي بمثابة أخت له عليه أن يحترمها ويقدرها ويحميها أيضاً إذا طلبت منه الحماية.
وأخيراً إنه الشيطان الذي زين لهم هذه المواقف هو من دفع بهؤلاء الشباب إلى هذا التهور ولابد أنهم نادمون على ما فعلوه ونرجو أن لا يعودوا لهذا العمل المشين هم أو غيرهم من الشباب السعودي الذي يعتبر مثالاً يحتذى به حيث إن مجتمعنا يضرب به المثل في الأمن والأمان وعدم التعدي على الآخرين رغم كبر مساحته الجغرافية اللهم ادم علينا هذه النعم واهدي شبابنا لما فيه صالحهم ومستقبل بلادهم يا رب العالمين.