قُتل أمس الثلاثاء في العاصمة اليمنية صنعاء خبير عسكري يحمل الجنسية الروسية برصاص مسلحين من عناصر تنظيم القاعدة. ووقع الحادث عند نحو الثامنة والنصف من صباح أمس الثلاثاء أمام أحد الفنادق جنوب مدينة صنعاء، وذلك عندما قام مسلحان من عناصر «القاعدة»، كانا على متن دراجة نارية، بإطلاق النار على اثنين من الخبراء العسكريين الروس الذين يعملون مدربين في قوات الحرس الجمهوري في اليمن، أثناء خروجهما من الفندق الذي يقيمان فيه. وأفادت المصادر بأن الحادث أسفر عن مقتل أحد الخبيرين الروسيين، وإصابة الآخر، فيما قامت السلطات الأمنية بإجلاء من تبقى من الخبراء الأجانب الذين يقيمون في الفندق نفسه.
وفي صعيد متصل، قُتل ضابط يمني برتبة رائد برصاص مسلح مجهول على متن دراجة نارية بعد نحو ساعتين من اغتيال خبير عسكري روسي في العاصمة صنعاء. وقالت مصادر أمنية يمنية لـ»الجزيرة» إن مسلحين اثنين على متن دراجة نارية أطلقا الرصاص على الرائد أحمد الجعدري، الذي يرجَّح أنه يعمل في جهاز الأمن القومي. وتعيش العاصمة اليمنية صنعاء ومعظم مدن اليمن حالة من الانفلات الأمني في ظل تصاعد العمليات الإرهابية التي تنفذها عناصر تنظيم القاعدة وجرائم القتل والاختطاف والتقطع والسرقة من قِبل العصابات المسلحة. في حين يرى مراقبون أن الاجهزة الأمنية في اليمن باتت عاجزة تماماً عن القيام بدورها في الحفاظ على الأمن والسكينة العامة وحماية المواطنين وممتلكاتهم. ولعل ذلك يعود إلى حالة الفوضى السياسية والأمنية الشاملة التي تعيشها اليمن منذ العام 2011م.
من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية اليمنية إن 12 إرهابياً من عناصر القاعدة قُتلوا خلال اليومين الماضيين في غارة جوية استهدفت سيارة كانت تقلهم في محافظة أبين جنوب البلاد. فيما قالت الوزارة يوم الاثنين إن الأجهزة الأمنية بمحافظة حضرموت شرق اليمن تمكنت من القبض على خمسة من أعضاء تنظيم القاعدة، وإنه تم نقلهم على متن طائرة عسكرية إلى صنعاء.
وفي السياق ذاته، أفادت تقارير إخبارية يمنية بأن 12 من عناصر تنظيم القاعدة قُتلوا في ضربة جوية استهدفت مطلع الأسبوع الجاري تجمعاً لعناصر التنظيم في منطقة الحورة بمديرية المحفد في محافظة أبين جنوب البلاد. ونقل موقع (26 سبتمبر) عن الأجهزة الأمنية القول إن الضربة الجوية استهدفت العناصر الإرهابية على متن سيارة في منقطة الحورة؛ ما أدى إلى مقتلهم جميعاً واحتراق السيارة بالكامل. ونقل مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية عن الأجهزة الأمنية بالمحافظة قولها إن «الإجراءات متواصلة لمعرفة هوية قتلى القاعدة في الضربة الجوية».
إلى ذلك، تصاعدت مجدداً الخلافات داخل مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، بعد أن فشلت المكونات المشاركة في المؤتمر من التوصل إلى توافق حول عدد من القضايا الرئيسية، وفي مقدمتها ما يتعلق بشكل الدولة الاتحادية من حيث عدد «الأقاليم». وأعلن مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، يوم الاثنين، انسحابه مجدداً من مؤتمر الحوار الوطني. وجاء هذا الإعلان وسط خلافات حادة بين ممثلي «الحراك» في مؤتمر الحوار. وكانت الهيئات القيادية لمؤتمر شعب الجنوب، بقيادة محمد علي أحمد، قد أقرت في اجتماع عقدته يوم الأحد تجميد عضوية «ياسين عمر مكاوي» نائب رئيس هيئة الرئاسة ومناصريه الذين أعلنوا انشقاقهم مؤخراً عن رئيس هيئة رئاسة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب محمد علي أحمد. وشمل قرار تجميد العضوية نائب رئيس البرلمان اليمني «محمد علي الشدادي» و»مقبل لكرش» و»خالد أبو بكر باراس» و»غالب مطلق» و»عبد الهادي العامري». كما أقر الاجتماع فصل المذكورين من قوام فريق مكون الحراك الجنوبي السلمي المشارك بمؤتمر الحوار الوطني، وأكد أنهم بذلك لا يمثلون أي شرعية، وأي تعامل معهم يُعتبر باطلاً وغير شرعي، وتتحمل الجهات المعنية التي تتعامل معهم النتائج المترتبة على ذلك.