دعا مفتي طرابلس وشمال لبنان الشيخ مالك الشعار المؤسسات التعليمية والأكاديمية للتعاون مع المركز عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات في حمل رسالة تأصيل الفكر الحواري عند الأجيال الصاعدة حتى يتم القضاء على جميع مظاهر التطرف الفكري والإرهاب من حياة الناس.
وقال الشيخ الشعار في تصريح صحفي على هامش مشاركته في مؤتمر «صورة الآخر» الذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان حالياً بالعاصمة النمساوية فيينا «عندما ننشئ الأجيال القادمة على الفكر المتسع الحواري الذي يحتمل الآخر ويقر بوجوده رغم كل الاختلافات الفكرية والعقائدية، فهذا بحد ذاته من شأنه أن يحلحل العقد الموجودة بين جميع المجتمعات، وأيضاً بين أبناء المجتمع الواحد».. مشيراً إلى أن الخلاف في الفكر أو المعتقد لا يجوز أن يقطع أواصل البشر أو أن ينشئ هوة وفراغ بين أبناء المجتمع الواحد فضلاً عن إقامة العلاقات بين دولة وأخرى. وأكد مفتي طرابلس وشمال لبنان أن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أخذ على عاتقه أداء رسالة تقريب البعيد وتجلية المواقف من كافة الشوائب والشبهات في إطار من الحوار الهادئ والهادف بين مرجعيات الفكر الديني والإنساني. وعدّ مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات , أحد أهم مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لما يحمل من رسالة سامية تتمثل في تبيان سماحة الإسلام والشريعة الإسلامية التي جاء بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. مشيراً إلى أن المركز يكتسب أهميته الكبيرة من قدرته على استيعاب الأخرين واحتضانهم في إطار الاعتراف بالغير وإقامة العلاقة على أسس إنسانية. من جانبه أعرب الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا فاروق مراد عن تقديره لمبادرة مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتصحيح صورة الآخر، وتجاوز الصورة النمطية المشوهة لدى أتباع الأديان والثقافات عن غيرهم من أتباع الأديان والثقافات الآخرى ، في إطار جهود المركز لتفعيل الحوار الموضوعي بين أتباع الأديان والثقافات كافة. وقال : إن دعوة المركز لمناقشة «صورة الآخر» وبحث الممارسات التربوية والتعليمية التي يمكن أن تسهم في تصحيحها أمر بالغ الأهمية ، بعد ما ثبت للجميع أن وجود صورة مغلوطة عن الآخر لدى أتباع الأديان والثقافات تزيد من احتمالات الصراع والتناحر وتعطل جهود الحوار والتعاون , مبدياً سعادته واعجابة بمشاركة هذا العدد الكبير من القيادات الدينية وخبراء التربية والتعليم في أعمال المؤتمر العالمي الذين ينتمون إلى أديان وثقافات متعددة . وتمنى فاروق مراد أن يخرج المؤتمبرؤية واضحة يتم الاتفاق عليها من أجل تبني ممارسات تربوية وتعليمية تدعم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات , مؤكداً أن المناهج التعليمية هي المفتاح الأكثر أهمية لتحقيق هذا التقارب وتصحيح القصور في صورة الآخر.