يحتفظ تاريخنا الرياضي في سجلاته ومذكراته وأوعيته.. بأحداث رياضية.. ومشاهد تاريخية.. ومواقف راسخة في الذاكرة الرياضية.. ففي عام 1384هـ, سجل نادي الهلال - الذي تأسس عام 1377هـ على يد مؤسسه العصامي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - رحمه الله - نفسه في القائمة الشرفية كأول نادٍ بالمنطقة الوسطى يجمع لقبي الموسم (كأس الملك وولي العهد) في دولاب منجزاته الذهبية.. ففي 19 من ذي القعدة 1384 التقى فريقا الهلال والاتحاد في نهائي كأس الملك بملعب الصايغ بالرياض.. في مواجهه ذهبية كانت تُعد الأشهر والأكثر إثارة في حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت.. حيث لعب قائد الهلال وهدافه الكبير مبارك العبد الكريم دوراً كبيراً في ترجيح كفة فريقه رغم قلة خبرة لاعبي الهلال مقارنة بفريق الاتحاد وخبرة نجومه الكبار.. والذي وصل لنهائي الكأس أكثر من أربع مرات قبل مواجهة 84, وضم آنذاك نجوماً عمالقة وأسماء رنانة أمثال كعدور والرجخان والكيال وعبد الله بكر وأبو غنم.. فبعد تقدم الاتحاد بهدف مهاجمه اللامع عبد الله بكر نجح مبارك العبد الكريم في تسجيل هدف التعادل لفريقه من كرة ثابتة (فأول) سددها مباشرة لم يشاهدها حارس الاتحاد عبد الجليل كيال - رحمه الله - إلا وهي تستقر في شباكه لتنتهي المبارة بالتعادل، مما اضطر حكم المباراة آنذاك عبد الله كعكي إلى احتساب وقت إضافي لتمتد المباراة إلى ضربات الترجيح بعد التعادل 1/1, حيث احتسب الحكم ثلاث ضربات جزاء لكل فريق طبقاً لنظام المسابقات الرياضية آنذاك.. أخفق فيها لاعبو الاتحاد ونجح كلٌ من مبارك العبد الكريم وسلطان مناحي في إحراز ركلتي الجزاء، فيما أهدر سليمان مطر (الكبش) ضربة الجزاء الثانية، ليكسب الهلال كأس الملك للمرة الثانية 3/1، وقد توّج الملك فيصل - رحمه الله - الأبطال بلقبهم الكبير.. وقبل ذلك كسب الفريق الأزرق كأس ولي العهد للموسم ذاته بعد فوزه على الوحدة في ملعب الصبان بجدة (3/2), فجمع هلال الثمانينيات الهجرية لقبي الموسم وعمره التأسيسي لم يتجاوز 7 أعوام فقط..!! بقيادة مؤسسه ورئيسه العصامي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد الذي صنع فريقاً فولاذياً لا يعرف لغة المستحيل ومفردات اليأس والقنوط محققاً أكبر إنجاز تاريخي في تلك الأيام الخوالي.. وقد مثَّل الهلال في موسمه الذهبي (1384هـ), كلٌ من حارسه الراحل عبد الله سواء - رحمه الله - وسعيد بن يحيى وسالم إسماعيل وعبد الله الرزقان وبيل الرواف وسلطان بن مناحي وحميد الجمعان ومبارك العبد الكريم زين العابدين وكريم المسفر وسليمان مطر (الكبش).