قد يقبل المرء الدخول في نقاش رياضي مهما بلغت حدته عندما يكون مع شخص رياضي متمرس يتسلح بالمعلومة والثقافة والقدرة على وضعهما في قالب مناسب لا يفقده مصداقيته ولا احترامه لدى الطرف الآخر، ولكن عندما يكون هذا النقاش مع طرف دخل الإعلام الرياضي من أبوابه الخلفية، ومن خلال الوساطات والعلاقات الشخصية والميول، وهذه أمور قد تقدم الإعلامي أو المذيع للناس لكنها لا يمكن أن تجعله ناجحا بينهم، ولا يمكن أن تجعله يوماً ما محل الرهان، خاصة عندما تتوالى الأحداث التي تبرهن أنه مجرد أداة فقط، يؤدي ما يمليه عليه من أسهموا في وصوله، وجعلوه يتنقل من موقع إلى آخر، ومن وسيلة إلى أخرى، دون أن يلامس أدنى درجات النجاح، وهو الأمر الذي يدركه كل من يتابعه، حيث بقي في الظل، دون أن يكون لأي برنامج أو حدث يشارك فيه تأثير أو ذكرى أو صدى لدى الشارع الرياضي الذي يميز معظمه الغث من السمين، خاصة أن (القرقعة) قد تحدث صوتاُ في البداية ثم ما تلبث أن تذهب مع صاحبها إلى عالم النسيان!! عندما تتتبع مشوار من ابتلي بهم (المايك) في المجال الرياضي، تدرك لماذا تنقل من موقع إلى آخر، ولماذا رافقه الفشل في كل المواقع، ولماذا ظل على الرغم من كل هذه السنوات التي قضاها مرة خلف الكاميرا ومرة خلف المايك عاجزاً عن إحداث أي تأثير يذكر سوى البقاء في الظل ومحاولة النهش في نجاحات الأخير دون أن (يطرق) باباً واحداً من أبواب النجاح التي لامسها من جاءوا بعده مرات ومرات.