أولاً: مبروك تأهل المنتخب وعلى منتقديه أن يعيشوا أجواء الفرح، فأمامنا أكثر من 13 شهرًا تفصلنا عن النهائيات في أستراليا وهي فترة طويلة ستشهد بالتأكيد العديد من المتغيِّرات في مستوى وتشكيلة المنتخب!
ثانيًّا: مباراة منتخبنا مع العراق كأنما أرادت أن تضع الأمير ممدوح بن عبد الرحمن على المكشوف، فقد كان يؤكد أن لاعبي الهلال العابد وسالم الدوسري سيحصلان على بطاقتين صفراءوين لكي لا يشاركا أمام الصين وبالتالي يتمتعان بفترة راحة أطول قبل لقاء الديربي!
لكن المباراة جاءت على غير ما يشتهيه الأمير ممدوح، فقد ظهر سالم متحفظًا يخشى الالتحامات الثنائية خوفًا من بطاقة عفوية قد تفسر على طريقة الأمير فيما نال إبراهيم غالب بطاقة صفراء كادت أن تتطوّر إلى حمراء، فهل نقول بحسب منطق الأمير ممدوح: إن غالب كان يبحث عن الراحة قبل الديربي؟!
بالتأكيد أن هذا لم يخطر على بال إبراهيم غالب الذي كان يدافع بقوة وحماس من أجل المنتخب ولإثبات نفسه في تشكيلته الأساسيَّة ولعّل في حالة غالب الرد الشافي على تصريحات الأمير ممدوح التي تضرب في صميم منتخب الوطن التي لا يزالون في الرِّعاية واتحاد كرة القدم ولجنة الانضباط يبحثون هل تستوجب العقوبة أم لا؟!
المنتخب من دون الضجيج الأصفر!
لا بد من أن نشكر رجلين أسهما في حجب الضجيج الأصفر عن أجواء المنتخب الذي عاش قبل لقاءيه مع العراق في هدوء واستقرار تمكن معهما من تحقيق الفوز والتأهل، فالرجل الأول هو سامي الجابر الذي سحب كل الضغوط الإعلاميَّة عن المنتخب وأكَّد ذلك صورة متداولة في تويتر احتشد فيها 22 إعلاميًّا نصراويًا من صحفيين وكتّاب وأدباء ومقدمي برامج رياضيَّة وغير رياضيَّة يمثِّلون مجموعة (ما نحب سامي) تفرغت للنيل من الكابتن وتحدَّثت عنه تحت تأثير ضغط نفسي كبير ورد فعل لكل نجاح يحقِّقه!
وهذه الحملة كشفت أن الكثرة ليست دائمًا تَغلَّب الشجاعة، فمجموعة (القهر) سقطت في المواجهة مع نجم داهية في فكره وتفكيره وتسنده ميدانيًّا الأرقام والإنجازات والشعبية الجماهيرية!
والمجموعة (المضغوطة) ليس لديها ما يمكن أن تخترق به تاريخ الكابتن ولذلك بحثت عن قشور في مسيرته وتعليقات سطحية طفولية ممن هم في عمر الأجداد!
الأكيد أن مراقبي سامي قد ماتوا همًا فقد اختاروه وهو الذي لا تُؤثِّر فيه أية عوامل خارجية فهو اللاعب السعودي الوحيد الذي عاش كل أجواء الحروب النفسية والإعلاميَّة وخرج منها منتصرا!
والغباء هو شعار المجموعة، فهم يقدمون سامي مجردًا من كل شيء فيما (يصفعهم) التاريخ بالحقائق ولو أنهَّم أنصفوا الكابتن بالحديث عن إيجابياته وسلبياته لأزاحوا الضغط عن صدورهم وكسبوا الاحترام الذي افتقدوه!
أما الرجل الثاني الذي يستحقُّ الشكر على مساهمته في حجب الضجيج الأصفر عن المنتخب فهو السيد لوبيز مدرِّب المنتخب، فقد نقل شارة قيادة الفريق (الكابتن) من لاعب هلالي إلى لاعب اتحادي وبهذا خلص (الصفر) من عقدة كباتنة الهلال الذين تناوبوا على صعود منصات التتويج بعد جهد جماعي مع زملائهم أثمر عن تحقيق الكثير من الإنجازات للمنتخب الوطني كما استحق السيد لوبيز الشكر بعد أن ضم عددًا من لاعبي النصر وأسهم في الحدّ من مطاردات الإعلام الأصفر للمنتخب، هذا الإعلام الذي لم يدرك أن غياب لاعبي النصر عن طاقم المنتخب في السنوات الأخيرة كان بسبب عدم أهليتهم فنيًّا وعندما تطورت مستوياتهم وجدوا أبواب المنتخب مفتوحة أمامهم!
بصراحة لا يخجلون!
توقعت أن يقدم رئيس وأعضاء لجنة الانضباط استقالاتهم في أعقاب نقض لجنة الاستئناف لقرارهم القاضي بمعاقبة جمهور الهلال الذي لم يكن نظاميًا بعد أن خرج cd لجنة الانضباط ولم يعد!
كنت أتوقع أن تخجل اللجنة من نفسها وتبتعد، فعقوبة الهلال (ما تترقع) وزادت من الشكوك في الميول كما أن عمل اللجنة غير منضبط، فهو يتم على طريقة (أكتب سطرًا وأترك سطرًا)، فهي نامت عن البيان الاتحادي الخطير و(غمضت) عن أحداث مباراة النهضة والاتحاد وعملت على التخلص من تبعات تصريحات الأمير ممدوح بن عبد الرحمن واحتاجت لمدة ثلاثة وثلاثين يومًا لإصدار عقوبة تصريح تلفزيوني لرئيس الهلال واستغرب كيف يعاقب الرئيس لانتقاده قراراً أيدته فيه لجنة الاستئناف وأكَّدت عدم قانونيته ولهذا كان المفترض أن تسقط عقوبة الرئيس بسقوط عقوبة جماهير فريقه! لجنة الانضباط بدلاً من أن تضبط الشارع الرياضي صارت تثيره وتوتره!
ادفع أكثر لخدمة أسوأ!
بمصادقتهم على زيادة أسعار التذاكر واضح جدًا أن رئيس وأعضاء رابطة دوري المحترفين السعودي لا يعرفون شيئًا عن الخدمات السيئة التي تقدم للجمهور الرياضي في ملاعبنا فمقاعدهم وثيرة في المقصورة والخدمات خمس نجوم وشاي ونعناع وزنجبيل وعصير ودورات مياه مرتبة بعيدًا عن كل (العك) الذي تعاني منه الجماهير داخل الملعب وخارجه!
الأكيد أنّه لو عاشت الرابطة تجربة جماهيرنا في الملاعب لطالبت بتخفيض التذاكر بل ربما الدخول مجانًا إلى أن تتطوّر بيئة هذه الملاعب!
اختار ولا تحتار!
أغلب مشاهدي قناة (رياضة زمان) في قناتنا الرياضيَّة هم من عشاق فريق النصر بسبب.. عرضها لمباريات الأبيض والأسود التي كان يفوز فيها الفريق على الهلال! الاستمتاع بأثر رجعي بأجواء بطولات زمان! الرفع من معنويات جماهير الفريق ممن هم تحت سن عشرين سنة!
للإحاطة!
تحقيق الزميل صالح الهويريني حول المقارنة (الرقمية) بين سامي وماجد كان موضوعيًا وحاسمًا وهو أفضل ما تَمَّ طرحه عبر التاريخ الإعلامي الطويل لهذه المقارنة. بالمناسبة الكابتن ماجد صنع لنفسه تاريخًا مشرفًا وشعبية طاغية لكنه في جانب آخر قضى على أجيال نصراوية خدمت الفريق من بعده مما تسبب في عدم بروز نجم نصراوي جديد (يحدث) ذاكرة الإعلام النصراوي القديمة التي لا تزال تضع ماجد في صورة أيّ حدث جديد مع تهميش تام للجيل النصراوي الحالي!