تباهى أحد قادة حزب حسن نصر الله الفرع الطائفي لملالي إيران بأن نظام بشار الأسد ما كان سيصمد أمام (تمرد) معارضيه كل هذه المدة، وكان تدخل مليشيات الملا حسن نصر الله قد اتُّخذ قراره بعد أن أيقنت طهران أن بشار الأسد على وشك السقوط، وأنه لا يمكن أن يبقى أكثر من أيام، ولهذا جرى التفاهم بين طهران والضاحية الجنوبية في بيروت على سرعة إرسال مقاتلين يقودهم ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني، وأن هدف تدخل مليشيات حسن نصر الله ليس الدفاع عن مرقد السيدة زينب في دمشق، إنما الدفاع عن نظام بشار الأسد الذي أوشك على السقوط، كما ذكر قادة مليشيات الملا حسن نصر الله إلى أحد الصحف البريطانية.
هذا القول أكده الملا حسن نصر الله في خطابه الذي ألقاه أمام مليشياته في ذكرى (عاشوراء) ذكرى مواجهة الظلم والثورة على الاستبداد لينتهز الملا حسن نصر الله ذكراها للتحريض على ثورة الشعب السوري التي تستنسخ ثورة الحسين، فبشار الأسد ليس سوى حاكم ظالم مستبد يقتل شعبه والوقوف إلى جانبه وقوف إلى جانب الظالم، ولا يحق من يدعي مواجهة المظلومية أن يساند نظاماً كهذا النظام.
والغريب أن من يدعون دعمهم للمقاومة وتجسيد الممانعة يعملون على إجهاض طموحات وآمال الشعوب ويدافعون عن نظام ظل يغط بالنوم أكثر من أربعة عقود وأرضه محتلة، ولم تطلق منها رصاصة واحدة، كما أن من يزعم قيادته معسكر المقاومة والممانعة يوظف القضايا العربية من أجل تحقيق مكاسب تفاوضية، وهو ما ظهر بجلاء من خلال توظيف نظام طهران القضايا السورية والعراقية والفلسطينية للضغط على القوى الدولية لتقديم تنازلات من قبل تلك القوى حتى لا تتعرض مصالحها في تلك البلدان من خلال تحريك عملائهم في البلدان العربية.
والذي يتابع خطب الملالي في ذكرى عاشوراء في الدول التي أصبحت جزءاً من نفوذ ملالي إيران يرى زيغاً وتحريفاً للحقيقة، بالزعم من أن مساندة نظام بشار الأسد هو دعم للمقاومة والممانعة ودفاعاً عن القضية الفلسطينية!! هكذا يزعم الملا حسن نصر الله، في حين تقوم مليشياته وميلشيات أبو الفضل العباس والمرتزقة القادمون من اليمن من عصابة الحوثيين بقتل الفلسطينيين ويجبرونهم على الهروب من مخيم اليرموك بعد أن قامت مليشيات الشر الطائفية القادمة من لبنان والعراق واليمن بمحاصرة المخيم الذي يضم اللاجئين الفلسطينيين، ليجبروهم على الهجرة الثانية من أرض عربية خدمة لأهداف طائفية وعنصرية فارسية.
الذين يلطمون صدورهم ويطبرون رؤوسهم تكفيراً عن ذنوب أسلافهم الذين تخلوا عن الثائر الحسين بن علي، سيأتي يوم يكرر أحفادهم اللطم والتطبير تكفيراً عن ذنوب آبائهم الذين يساندون نظاماً كافراً متسلطاً يجسد مظلومية العصر ضد شعب مظلوم يُقتل يومياً لأنه انتفض ضد الظلم.