أمامي كم هائل من التقارير والأخبار، وكلها تتحدث عن التجسس والتنصت.
صحيفة نيويورك تايمز ذكرت -الخميس أن “سي آي ايه” تدفع سنوياً أكثر من عشرة ملايين دولار لمشغل واحد للهواتف مقابل تزويده إياها بالبيانات الهاتفية للأشخاص.!
ورغم ان الأمر نظريا يتطلب أوامر قضائية إلا ان العلاقة بين ال”سي آي ايه”- وغيرها من أجهزة الاستخبارات الدولية والمحلية من جهة،والمشغلين من جهة ثانية تتم بالتراضي على مقابل مادي...!
صحيفة “ذي جارديان” البريطانية قالت: إن وكالات للتجسس في أرجاء أوروبا الغربية تعمل معا في برنامج شامل لمراقبة الإنترنت والاتصالات الهاتفية.
صحيفة “ذي اندبندنت” قالت: إن عملية التجسس التي تنفذها وكالة مراقبة الاتصالات البريطانية في مبان دبلوماسية حول العالم لجمع بيانات في الدول المضيفة يجري القيام بها بالاشتراك مع الولايات المتحدة وشركاء رئيسيين آخرين..!
وبعد تعرض الولايات المتحدة لموجة انتقادات بسبب ما تردد عن تنصتها على اتصالات قادة أكثر من ثلاثين دولة، وعلى اتصالات ملايين المواطنين في العديد من دول العالم قال رئيس لجنة الاستخبارات بالكونغرس الأميركي، إنه على الأوروبيين أن يعربوا عن شكرهم وليس غضبهم إزاء ما أسموه بتجسس الولايات المتحدة، مؤكداً أن عمليات التجسس توفر لهم الحماية..!
وقال عضو الكونغرس بيتر كينج: إن على أوباما التوقف عن الاعتذار بشأن ممارسات المراقبة، لأنه في الواقع استطاعت الحفاظ على أرواح الآلاف في فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى عديدة!
وكشفت وثائق مسرّبة أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على حوالي 125 مليار اتصال هاتفي ورسائل نصية خلال شهر يناير من العام الجاري فقط، غالبيتها على دول شرق أوسطية.
وذكر موقع (Cryptome)، المتخصص في نشر الوثائق السرية، أنه جرت 7.8 مليار عملية تجسس على الاتصالات في السعودية، و العراق. فيما وصل سقف عمليات التجسس على مصر إلى 1.9 مليار اتصال، و1.6 مليار اتصال في الأردن..!
وأكبر عمليات التجسس كانت في أفغانستان، حيث تم التنصت على21.98 مليار عملية اتصال فيها، وأتت بعدها باكستان بـ12.76 مليار اتصال، والهند بـ6.28 مليار اتصال. وأتت في رابع مرتبة بين دول الشرق الأوسط إيران مع التنصت على 1.73 مليار اتصال في إيران.
واشنطن رفضت الاتهامات الأوروبية الموجهة لها بشأن تجسس أجهزتها الاستخباراتية على اتصالات هاتفية في أوروبا، مؤكدة أنها حصلت على هذه المعلومات من وكالات استخبارات أوروبية..قبل تقاسمها مع الأميركية..!
وفي تقرير لوكالة المراقبة البريطانية تناول كل بلد، إشادة خاصة بوكالة المراقبة الألمانية وامتلاكها “إمكانات تكنولوجية هائلة ودخول جيد إلى قلب الإنترنت”.
واشادة بوكالة فرنسا وخاصة علاقاتها الوثيقة بشركة اتصالات مهمة، وهي علاقة عبرت بريطانيا عن رغبتها في الاستفادة منها..!
الخلاصة:
التجسس حقيقة في كل لحظة، ومئات الأقمار الصناعية تعمل بالفضاء القريب لهذا الغرض تحديدا وبتقنيات تتنافس، حيث يستخدم ثلثا الاقمار الاصطناعية الـ 957 الموجودة حاليا بشكل فعَّال ونشيط في المدار لأغراض الاتصالات!
ولا جديد هنا في عالم التنصت والتجسس الا الصدمة التى تحدثها لدى حماة الخصوصية ورعاة القوانين التى تكفل الحريات للناس في الغرب، طبعا ويبقى الغرب غربا والشرق شرقا لا يلتقيان، الا هنا!
بل لدينا التنصت والتجسس على كل مواطن عربي جزءا اساسا من الهوية القومية ولايحتاج إلى استئذان أو اعتراف، ولا نشك بأنه متطور أبدا، وشركات الاتصالات والتقنيات جاهزة للقذف بمعلوماته وتقنياتها لكل من يدفع... لذا عليهم على الاقل ان يقدموا لنا خدمات اتصالات أقل تكلفة أو مجانية وذات جودة عالية مقابل هذا الكم من المعلومات التى نقدمها يوميا عبر الانترنت، وعبر اتصالاتنا..وشكرا!