فينجر يفاجأ بنضوج أرسنال

لم يتوقع المدرب الخبير أرسين فينجر أن تصل المجموعة التي يشرف على إدارتها فنياً داخل المستطيل الأخضر لمرحلة النضوج الفني بهذه السرعة الفائقة، وكان المدرب الفرنسي قد أعتقد بأنه يحتاج إلى كامل الموسم حتى يصل بهم لما وصلوا إليه الآن خاصة بعد الخسارة في المباراة الافتتاحية في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أمام أستون فيلا على أرضية ميدانه في ملعب الإمارات الدولي وأمام أنصاره الذين وجهوا النقد اللاذع، وطالب بعضهم فينجر بالرحيل من منصبه.

يقول المدرب الفرنسي بعد فوز فريقه (أرسنال) على خصمه الصعب بروسيا دورتموند الألماني (يوم الأربعاء الماضي بهدف أرون رامزي): «الفريق وصل لمرحلة النضج بسرعة قياسية، لعبنا مباراة مميزة من النواحي الفنية والبدنية والتكتيكية، ولم يتراجع اللاعبون بعد التقدم بهدف بل انهم واصلوا خلق الفرص وتهديد مرمى دورتموند بشكل أذهلني، وأعترف بأنني شعرت بالقلق لكن اللاعبون قدموا نضجاً فنياً، ووعي هائل للمرحلة التي وصل إليها الفريق».

أن يفاجأ مدرب لديه من الخبرة ما يكفي لأن يقرأ ما بين السطور بهذه الصورة ومن مجموعة يشرف على تدريبها هو أمر يستحق بالفعل إعادة النظر والبحث والدراسة، خاصة أن فينجر الذي يدرب الأرسنال لأكثر من عقد من الزمان لم يسبق له أن تفاجأ بهذه الطريقة من أداء الفريق الذي يدربه خاصة بعد الفوز على ليفربول في الدوري (2 - 0) ومن ثم دورتموند في ألمانيا ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا (1 - 0)، وبالعودة للنظر في العوامل التي تغيرت منذ انطلاق الموسم وخسارة المباراة الافتتاحية ووصولاً بالمرحلة التي رأيناها الآن نجد أن أهم العوامل هو صفقة انتقال صانع الألعاب الألماني المبدع مسعود أوزيل مقابل مبلغ يقارب الخمسين مليون يورو.

اوزيل الذي نجح في حمل الفريق من مستوى إلى مستوى أعلى وبصورة انعكست على أداء المجموعة ككل تمكن من تسجيل مفاجأة مدوية لدى مدربه فينجر الذي كان يتوقع أن يحتاج الفريق لموسم كامل حتى يصل لمرحلة النضج الفني التي وصل إليها الفريق، إلا أنه بوجود «اوزيل» تمكن أرسنال من النضوج فنياً بعد مرور (25%) فقط من عمر الموسم الكروي في أوروبا.

والمقصود هنا بمرحلة النضج الفني التي وصل إليها أرسنال هو أن اللاعبين لديهم القدرة على توزيع جهدهم أثناء المباراة طوال 90 دقيقة مع القدرة على الانضباط التكتيكي والقيام بكامل المهام الدفاعية والهجومية، والاحتفاظ بالكرة وتبادلها بطريقة فنية تعكس تجانس المجموعة مما يسهم في خلق فرص من شأنها تسجيل المزيد من الأهداف، وكذلك عدم التأثر بالعوامل الخارجية مثل الجمهور أو نتيجة المباراة بل المواصلة بنفس المستوى الذي بدأت به المواجهة.

رغم تفوق أرسنال ووصوله لمراحل متقدمة من حيث الأداء وتحقيقه لنتائج إيجابية على مستوى الدوري، ودوري الأبطال، إلا أن فينجر لم يخف تخوفه من مواجهة مانشستر يونايتد حامل اللقب يوم غداً الأحد، وأسند فينجر قلقه إلى عاملي الإرهاق والإصابات التي داهمت الفريق بسبب ضغط مباريات الموسم لفريقه في الفترة الحالية على وجه التحديد.

شخصياً أعتقد أن المنافسة على لقب بطولة الدوري الإنجليزي لم تنته بعد، وستستمر حتى نهاية الموسم، وإن كان أرسنال قد نضج فنياً فإن تشيلسي وليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي يسيرون على نفس النهج من حيث التطور والتحسن فنياً، وسيلعب سوق الانتقالات الشتوية في شهر يناير القادم دوراً هاماً في مواصلة الفرق لتفوقها على حساب منافسيها.