مشروع كليات الملك عبدالله

ستشهد المملكة منتصف عام 1435هـ وتقريبا عام 2014م إنجاز أهم المشروعات التعليمية التي أمر بها الملك عبدالله -حفظه الله- مشروع كليات البنات العاجل لبناء وتجهيز (163) كلية للبنات خلال (18) شهراً في حدها الأقصى، وبعضها أنجز خلال (3) أشهر. حيث أمر الملك عبدالله برصد أكثر من (4) مليارات ريال لإنجاز كليات في فترة قصيرة ليكون مشروعا موازيا للمدن الجامعية التي قد يحتاج إنجازها إلى (10) سنوات, مشروع كليات البنات موازيا وليس بديلا للمدن الجامعية، شاركت في تنفيذه عدد من القطاعات: وزارة المالية ووزارة التعليم العالي والجامعات. ويأتي مشروع الملك عبدالله لكليات البنات العاجلة ليغطي نقص المدن الجامعية التي تركزت في مقار إمارات المناطق والمدن الكبيرة، حيث يغطي مشروع كليات البنات معظم محافظات المملكة والمدن المتوسطة ويشمل بعض المراكز الكبيرة، ويستهدف التجمعات السكانية من خلال توزيع جغرافي متواز يحقق أهداف التعليم العالي في نشر التعليم الجامعي ويحقق توزيع التنمية على نواحي المملكة, لتحقيق التساوي والعدالة في الفرص التعليمية بين المحافظات، حيث توزعت على (80) مشروعا من أجل تسديد الاحتياج وسد الفراغات ونقص المدن الجامعية ومجمعات الكليات الأكاديمية التي أنشأت أصلا للطلاب، فقد اختصت الكليات العاجلة بالطالبات حتى تتعادل مع المدن الجامعية والمجمعات الأكاديمية التي خصصت للطلاب.

في الاجتماع الأخير التي عقدته اللجنة العليا لمعالجة أوضاع كليات البنات الاجتماع (17) نشرت تفاصيله جريدة الجزيرة يوم الخميس الماضي وكان برئاسة معالي نائب وزير التعليم العالي د.أحمد السيف ومشاركة (19) جامعة مشمولة بالأمر السامي لتنفيذ الكليات العاجلة كشف عن تفاصيل أوضحت حجم المشروع وشمولية وسرعة التنفيذ بناء وتأهيل (163)كلية في ظرف (18) شهراً.

مشروع الملك عبدالله للكليات العاجلة للبنات يؤسس إلى إنشاء جامعات جديدة إذا تطلب الأمر مستقبلا، لأنها أخذت نمط المجمعات الأكاديمية التي خطط لها أن تكون جامعات المستقبل، والكليات تحل مشكلة واجهت وزارة التعليم العالي بعد انتقال كليات البنات لها،فهي بلا تجهيزات ولا مقار للكليات مؤهلة تناسب التعليم الجامعي، ولتفادي الخطأ الذي وقعت به الجامعات بإنشاء مدن جامعية منفردة للطلاب دون الطالبات باستثناء جامعات الملك سعود والإمام وعبدالعزيز التي تداركت هذا الخطأ الفادح لتقيم مدينة جامعية مستقلة للبنات. كما أن مشروع الملك عبدالله لكليات البنات يفتح آفاقا جديدة لتطوير فكرة الجامعات ونقلها من فكرة كليات وتجمعات طلابية إلى مدن لها استقلاليتها واعتباريتها كونها تجمعا سكانيا وعمرانيا وحضاريا وليس قاعات للطلاب فقط.