تمكَّن فريق طبي من مستشفى الملك فيصل التخصصي من اكتشاف أحد أسباب التوحد؛ إذ توصل الفريق الطبي المكون من الدكتور حسين الشمراني والدكتور محمد العوين والدكتور محمد غزي الدين إلى أن ارتفاع نسبة الحمض الأميني البروبيوني في الدم يساهم في الإصابة باضطراب التوحد، وارتفاع نسبة الحمض «الأميني البروبيوني».
واكتشف الفريق بفضل الله سبب التوحد لدى عائلة لديها 3 أطفال توحديين، وهو نقص في الكرياتين نتيجة خلل في الانزيم، وتم علاجهم بإعطائهم هذا الكرياتين.
وأكد الدكتور الشمراني، استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصصي، في حديثه لـ»الجزيرة» أن الإحصائيات والتوقعات تشير إلى أن عدد الأطفال المصابين بمرض التوحد في المملكة يقارب 200 ألف طفل، والنسبة في ازدياد عالمياً، مشيراً إلى أن التدخل المبكر والمكثف يعطي أفضل النتائج؛ إذ وصلت نسبة الشفاء في بعض الدراسات إلى 25 %.
وأضاف الشمراني بأن طفل التوحد لديه صعوبة في فهم الآخرين وصعوبة في التعبير عن طلباته ومشاعره؛ فهو يعبر عنها بطريقة مختلفة، كذلك يصعب عليه فَهم ما هو السلوك الأفضل في مختلف المواقف الاجتماعية، إضافة إلى أنه قد يكون حساساً جداً للأصوات أو الأنوار أو غيرها مما يشتت انتباهه ويؤثر في تفاعله مع المحيط الخارجي، لافتاً في الوقت ذاته إلى أهمية توعية الأسرة والمجتمع، فدورهم أساسي في تقبل الطفل التوحدي وفهمه ودعمه نفسياً واجتماعياً، كما أن تدريب الأسر على التعامل مع الطفل التوحدي يساعد كثيراً في علاجه، ولا ننسى دور الأسرة في الاكتشاف المبكر للتوحد.
وتابع الشمراني: مرض التوحد يظهر على شكل تأخر في اكتساب اللغة، مع تأخر في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وميل للعزلة واللعب المنفرد، وقلة التواصل البصري، مع وجود سلوكيات نمطية كالرفرفة باليدين، وتعلق ببعض الأشياء، وحب للروتين، كما أن بعضهم قد تكون لديه صعوبة في التعامل مع المؤثرات الحسية، فمثلاً تكون لديهم حساسية عالية للأصوات فيضع يديه على أذنيه، أو حساسية للأضواء العالية.
وعن عدم توافر مراكز متخصصة تحوي مرضى التوحد، وتقدم لهم الرعاية الكاملة كباقي دول العالم، قال: للأسف هناك نقص في الخدمات المقدمة لهذه الفئة، فالأطفال وأسرهم يعانون كثيراً، ويفقدون الفرصة للاكتشاف المبكر والتدخل، وبالتالي يفقدون فرصة كبيرة من التحسن والاستجابة حتى أن بعض الأسر تضطر للسفر للخارج من أجل العلاج ونحتاج إلى تكامل الخدمات المقدمة من وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية.