في الفترة من 7 - 9 محرم من عام 1435هـ سيعقد مؤتمر في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض تحت عنوان (أمراض الشيخوخة.. الواقع والمأمول) وكون المؤتمر ذو شجون ويخص شريحة كبيرة من المواطنين أجدها فرصة للحديث حول الموضوع. فلا أحد ينفي وجود خدمات تقدم لكبار السن على المستويين الحكومي والأهلي فوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية ووزارة الصحة ومركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض كلها تقدم خدماتها في مجال الرعاية الاجتماعية والصحية لفئات كبار السن رجالاً ونساء لكن الحاجة أكبر مما هو موجود على أرض الواقع نريد خدمات أكبر تغطي المدن الرئيسية والمتوسطة.
هناك جوانب تحتاج إلى جهود أكثر لا يستطيع البيت أن يغطيها كما أنه مع تقدم السن تزاد مطالب كبار السن للرعاية الصحية والترفيهية ولا شك أن الجهات التي أشرت إليها آنفاً تدرك مدى الحاجة إلى بسط خدماتها بشكل أكبر وخاصة في مجال الرعاية الصحية، فالكبير يحتاج إلى متخصصين في مجال أمراض الشيخوخة النفسية والجسمية فلا يكفي أن يقف المريض بقرب طاولة الطبيب ليسجل هذا الأخير قائمة بالأدوية والمسكنات. فكبير السن قد يحتاج إلى جلسة مع الطبيب تسود فيها روح الفكاهة وكلمات الإطراء ورفع معنويات المريض أكثر مما يحتاجه من الأدوية، وقد تكون الشكوى لدى كبار السن ناتجة عن تعامل وحالات اجتماعية يمر بها تحتاج إلى مكاشفة مع من حوله من أولاد وسواهم لمعرفة أسباب الشكوى فلا ينفع أن نرجع الأسباب لتقدم السن وأن هذه أعراض الشيخوخة وترك الكبير يعيش معاناته دون معالجة وبما يعيد له صفاء النفس.
نعم كلنا يدرك أن كبير السن مع وهن العظم تتنازعه مؤثرات عديدة كصدود القريب وضعف الجسم وعدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من الاحتياجات الشخصية أو عدم السماع لآرائه وتهميشه بعد أن كان ملء السمع والبصر.
هذا الشيخ الكبير والمرأة المسنة أفنيا زهرة العمر في خدمة الوطن فلا يجب تركهما على قارعة الطريق بعد أن بلغا الستين والثمانين عاماً بحجة أن المنازل توفر لهم الطعام والشراب والكساء، حاجة الكبير أوسع من هذا فهو يحتاج لأماكن ترفيه وعناية طبية خاصة ودخل كاف ومنزل تتوفر داخله وسائل الراحة وهذا ليس بكثير على آباء وأمهات أدركهم الهرم طالما نحن ننشئ مستشفيات كاملة بمسمى مستشفى رياضي ومستشفى أطفال ومستشفى نفسي. أدري أن خطط الدولة وفقها الله تعنى بهموم الجميع وفي كل المراحل العمرية لكننا نريد خدمات مباشرة للمسنين وإلى أن نصل إلى تحقيق ذلك أرجو أن ينظر في موضوع فتح عيادات مستقلة تعنى بالمسنين ثانياً: خدمة العلاج الطبيعي ثالثاً: مكاتب خدمة المسنين ونشرها في كل الأحياء رابعاً: إيجاد تخفيضات في جميع الرسوم لصالح كبار السن خامساً: إعطاء بطاقات للتأمين الطبي سادساً: النظر في مدى كفاية الدخول. هذا مع الحاجة إلى تسهيل إجراءات استقدام السائق والخادمة إن لزم ذلك. ودمتم بصحة وعافية وشكراً لمدينة الملك فهد الطبية بالرياض على هذه اللفتة الكبيرة والمقدرة والتي نرجو أن تحظى قراراتها باهتمام كل الجهات المشاركة والمعنية فكبار السن يتطلعون إلى خدمات تنقلهم إلى وضع أفضل ومستقبل باسم.