خذ الزبدة وغادر
لأن التقنية تسهل على مستخدمها حياته، فإنه يعتمد عليها في تسيير أمور حياته اليومية. ويكون من الصعب على الكثيرين، تنظيم العلاقة بينهم وبينها. وقد يصل الحد بالبعض إلى الإدمان، وهو ما يحاول العلماء والباحثون إيجاد حلول له، ولكن دون جدوى. وربما لن يقلع مدمن استخدام أجهزة التقنية الالكترونية، إلاَّ حين تحل به كارثة!
من أكثر التطبيقات الالكترونية إزعاجاً للبعض، هو مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر. فهو يجبر المستخدم على مواصلة متابعته، تحت مبررات عديدة، منها: متابعة ما يُطرح من آراء، الاطلاع على المستجدات المحلية والعالمية أولاً بأول، المشاركة بالمناقشات الحامية التي تدور بين أقطاب الصراعات السياسية والفكرية والشرعية، مشاهدة الصور والمقاطع المصورة المختارة من الأصدقاء والمتابِعين والمتابَعين، إلى آخر هذه التبريرات.
فكرة تويتر، هو أن يجعلك تعتمد عليه في تواصلك الدائم مع العالم. لكن الخيار خيارك، في تحديد الوقت الذي تستغرقه في هذا التواصل. قد يكون دقائقاً وقد يكون ساعات، وقد لا ينقطع التواصل أبداً، إلاَّ أوقات النوم، وهناك مَنْ يستمر متواصلاً في أحلامه مع ما نام عليه!
لكي تكون العلاقة صحيحة مع أي موقع تواصل، يجب تخصيص وقت محدد لزيارته وتصفحه، وعدم تجاوز هذا الوقت، وعدم تكراره. الأفضل هو أن يكون هذا الوقت للاطلاع على ما هو مطروح، والمشاركة في إحدى القضايا إذا لزم الأمر. كن أذكى من الموقع، سيطر عليه ولا تدعه يسيطر عليك ويستنزفك. خذ منه الزبدة، ثم غادر بسلام.
