الجزيرة - سفر السالم / تصوير - التهامي عبدالرحيم:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رئيس مجلس أمناء صندوق المئوية أن ريادة الأعمال تحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، رؤيةً وإستراتيجيةً ودعماً، ولذا احتلت موقع الصدارة في اهتمامات المعنيين بالاقتصاد السعودي، وعقدت الكثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل في جهود حثيثة ومخلصة لتحريك مقوم أساسي من مقومات الاقتصاد والتنمية، وتهيئة وخلق بيئة مناسبة لنمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال سموه خلال رعايته مساء أمس حفل إعلان أسماء الفائزين بجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وعدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء والشركاء والداعمين: أن تكريم الفائزين اليوم بهذه الجائزة، ثمرة استحقوها بجدارة بعد جهد ومثابرة، جعلوا من الحلم حقيقة، أسهموا في صناعة مستقبلهم، ومستقبل الوطن.
ولفت سموه النظر إلى أن ريادة الأعمال لها دور كبير في النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في كل مجتمع، وتنبع أهميتها من كونها الأداة الأكثر فاعلية في محاربة البطالة وخلق الفرص الوظيفية، إلى جانب كونها حاضنة للإبداعات والأفكار الجديدة، وعاملاً أساسياً في ازدهار المشروعات الكبيرة، ومن هذا المنطلق جاءت أهمية دعم وتشجيع ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر ونشر الوعي الريادي في كافة المجتمعات.
وأوضح سموه أنه تجسيد لنجاحات صندوق المئوية في ريادة الأعمال ودورها الكبير في تقدم المجتمعات، بادر بإطلاق جائزة عالمية لرواد الأعمال من أصحاب المشروعات المتميزة والأفكار الخلاقة والمرشدين المتميزين الذين كان لهم دور رائد في دعم رواد الأعمال ونجاحهم، تم ترشيحهم عبر مجموعة من النظم والآليات المطورة، التي يتم تطبيقها بأفضل المعايير العالمية، تصب جميعها في الهدف الأسمى للجائزة، وهو خدمة المجتمع المحلي والعالمي والنهوض بهما.
وتابع سموه: «كان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الكثير من المبادرات التي تستهدف الشباب وريادة الأعمال، وما صندوق المئوية إلا إحدى أهم تلك المبادرات التي تجسد رؤية خادم الحرمين الشريفين الحكيمة في دعم هذا المجال، ويقوم صندوق المئوية بدور بارز في مساندة الشباب وتأهيلهم ليصبحوا رواد أعمال متميزين، وذلك من خلال حزمة متكاملة من الأنظمة والبرامج الداعمة والمبادرات المحفزة لبيئة الأعمال المحيطة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع متابعة وتقييم تلك الأنظمة والبرامج والمبادرات بصفة دورية، كما يقوم الصندوق بدور ريادي في نشر ثقافة العمل الحر وثقافة المبادرة والإبداع وتشجيع الطموح والإقدام لما فيه خير المجتمع ونماؤه.
وأضاف سموه: إن نجاحات الصندوق لم تكتف بالمحلية، بل خطت نحو العالمية بعقد الكثير من المبادرات الناجحة على المستويين المحلي والدولي، وأخذ على عاتقه تعزيز دور المملكة في جميع المحافل الدولية ذات العلاقة بمجال ريادة الأعمال.
كما تطرق سمو رئيس مجلس أمناء صندوق المئوية في كلمته إلى أن للصندوق مبادرات عالمية من ضمنها أنه مؤسس وعضو في مجموعة دول العشرين لتحالف شباب الأعمال، حيث ترأس صندوق المئوية الاجتماع التحضيري لقمة تحالف رواد الأعمال لشباب مجموعة دول العشرين المنعقد في الرياض الأسبوع الماضي من 25 إلى 27-10-2013، وناقش الاجتماع إستراتيجيات ومخرجات تقييم رواد الأعمال والنشر المعلوماتي في الإعلام الجديد، واستعرض نتائج القمة الروسية السابقة، وأقرّ فيها بعض التوصيات التي سوف ترفع لقمة قادة دول العشرين المقبلة، التي ستعقد في أستراليا من العام المقبل 2014م.
وقال سموه: إن صندوق المئوية وقَّع خلال هذا العام الكثير من الاتفاقيات الدولية التي من أهمها الاتفاقية الموقعة مع جامعة السوربون بباريس التي نصت على دعم ريادة الأعمال، من خلال تنظيم البرنامج التدريبية المتخصصة واستثمار الموارد والخبرات لجامعة السوربون العريقة.
وبيّن سموه أن الصندوق أطلق مبادرة وادي المئوية، واعتمد تطبيقها في الجامعات والمنظمات ذات العلاقة بهدف تقديم منظومة من الخدمات المتكاملة وحاضنات أعمال تتيح لرواد الأعمال الاستفادة من البرامج المتخصصة التي تسهم في تحريك العجلة الاقتصادية للمملكة ولتحقيق رؤية وتطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في دعم أبناء وبنات الوطن.
وعبر سمو نائب وزير الخارجية عن شكره لمديري الجامعات التي تم توقيع اتفاقية وادي المئوية معهم على مساندتهم لهذه المبادرة وتطوير جامعاتهم بمفهوم ريادة الأعمال.
وأوضح سموه أن للصندوق خططاً إستراتيجية شاملة ومتكاملة طويلة المدى حتى عام 2020م، تهدف إلى خدمة أبناء وبنات الوطن من خلال إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتحقيق خطط المملكة الإستراتيجية للتوظيف والحد من البطالة وزيادة النمو الاقتصادي، وذلك بالتعاون مع الشركاء المحليين كالبنك السعودي للتسليف والادخار وصندوق تنمية الموارد البشرية. ورفع صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض من جانبه شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-، على دعمهم للمبادرات التي تهدف إلى إيجاد فرص عمل للشباب والشابات السعوديين.
وأشاد سموه بالمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء صندوق المئوية، مهنئًا القائمين على الصندوق على الإنجازات وبإطلاق هذه الجائزة التي ستكون عالمية بكل المقاييس، وأن هذه المبادرة ستصب في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في دعم الشباب والشابات السعوديين ليصبحوا من كبار رواد الأعمال على المستويين المحلي والعالمي.
وأكد أمين عام جائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز العالمية لريادة الأعمال الدكتور عبدالعزيز المطيري من جانبه، أن هذه الجائزة تسعى لدعم وتحفيز روح المبادرة لدى رواد الأعمال وبث روح المبادرة والابتكار من خلال تحويل ابتكاراتهم إلى مشروعات تسهم في تنمية المجتمع والاقتصاد، واكتشاف المتميزين وتكريمهم وفقاً لأعلى المعايير العالمية وتعزز مفهوم ريادة الأعمال على المستوى العالمي وتشجيع روح المبادرة وتنمية الأفكار الإبداعية لدى الشباب، وتعد منصةً يسلّط الضوء من خلالها على المشروعات والرواد المتميزين وتحفيزهم، وكذلك تكريم المرشدين وإبراز دورهم في نجاح رواد الأعمال، وكذلك تبادل الممارسات المتميزة لدى رواد الأعمال والمرشدين.
وشدد الدكتور المطيري على أهمية تطبيق أعلى المعايير في اختيار الفائزين بالجائزة، وقال: إن الفائزين يتم اختيارهم من قبل لجنة التحكيم الدولية في مجال ريادة الأعمال وفقًا لضوابط ومعايير الجائزة.
بعد ذلك أعلن الدكتور عبدالعزيز المطيري أسماء الفائزين بالجوائز حيث فاز بجائزة «أفضل فكرة مشروع»، حسن عمر ومحمد الزايدي، ونرمين فوزي، وعبدالرحمن أبوسديرا، ونورة فوزي.
فيما فاز بجائزة «أفضل خطة عمل»، خالد الجيزاني ومحمد الماء، وعدنان مسكي، وخالد المالكي، ورامي علي، كما فاز بجائزة أفضل ريادي، عماد المسعودي وعبدالعزيز العواد وشادي خوندنة.
وخصصت جائزة للمرشدين، حيث فاز بجائزة أفضل مرشد عبدالغني غروي وعبدالله عسيري، أما جائزة أفضل مرشدة ففازت بها خلود فلمبان وفرح آل فرج، فيما حجبت جائزة أفضل مشروع قائم.
وفي الختام، كرم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز الشركاء الإستراتيجيين والرعاة الداعمين والشركاء الإعلاميين.