تركي فتى صغير بلغ من العمر الخامسة عشرة فقط. شخص مصاب باضطراب التوحد فترة حياته القصيرة، توفي - رحمه الله - قبل بضعة أسابيع وسبب الوفاة هو تعرضه لحادث اصطدام من قبل شاحنة في الطريق العام. وقع الحادث بعد دقائق معدودة من خروجه من دار الرعاية دون ان يلحظه أحد!!!...
أين الخطأ ومن الملام في هذه الحادثة الأليمة؟؟
أهو سائق الشاحنة الذي لم يضع في اعتباره أنه قد يظهر تركي أو خالد أو نورة فجأة! دون أن تحضره خطة طوارئ لتلافي وقوع كارثة؟ أم هي قوانين مرور وقواعد طريق وواجبات سائق وضعت بآلية « للأذكياء فقط « وغفلت أنه قد يوجد من يجهل أبجديات السلامة؟
أم تراه قصورا في برامج الرعاية والتأهيل التي فشلت لسنوات في تعليم تركي وأمثاله مهارات الأمن والسلامة وأساسيات الحفاظ على الحياة فضاعت حياته؟؟ التوحد يا سادتي ليس حديث الساعة، وليس المرض الوحيد الذي لا يرجى شفاؤه لكنه ببساطة مؤلمة: المرض أو الاضطراب الأكثر انتشارا في الآونة الأخيرة, إحصائياته في ازدياد, وها هو يصيب طفل من بين 110 أطفال ومعاناته مريرة, وتكاليف علاجه باهظة.
التوحد ليس اضطرابا للشخص المصاب فقط بل هو اضطراب للعائلة واضطراب للمجتمع بأكمله.
فالشخص المصاب بالتوحد يفتقر إلى البديهية، ولا يمتلك مهارات التواصل، يصعب عليه قراءة ما بين السطور ومغازي الحديث, الإيحاءات ولغة الجسد لغة يستعصي عليه فهمها. جهازه الحسي غير مستقر وقد لا تستثيره المؤثرات الصوتية لتدارك ما يحيط به من المخاطر!
التوحدي يتعلم الحياة بسلسلة من الخطوات وإذا ما اختلفت عليه يوما اختلطت عليه جميع الأمور. مهارات الحياة اليومية تبدو له كالمتاهة التي يصعب حلها.
صعب على التوحدي فهم الحياة؟ فحقه علينا ان نعلمه كيفية الحياة. وحقا له ان يعيش الحياة ويتعلم أنظمتها بلا معاناة.
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفي كل مريض، وان يجبر أم تركي ويعظم الأجر لها ولكل أهل الفقيد (إنا لله وإنا إليه راجعون).